بين رسم المصحف والقراءات القرآنية
السُّؤَالُ
ـلماذا تكتب الميم في القرآن الكريم في نهاية الكلمة تارة بـ ((م)) ومرة ((مـ)) وهل هناك قاعدة معينة؟ ولماذا يكتب اسم إبراهيم ومرة ابراهم؟ وهل تختلف القراءة بينهما؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كتابة الميم في نهاية الكلمة بأي شكل من الأشكال الخطية أمر واسع لا حرج فيه، ولا علاقة له بالقراءات.
وأما كتابة اسم إبراهيم بغير ياء، فسببه أن الصحابة كتبوا المصاحف بطريقة الرسم المعروفة لحِكَم عديدة ذكر العلماء منها أن يكون المصحف قابلا لأن يقرأ بالقراءات كلها.
وقد رسمت هذه الكلمة بحذف الياء في المصحف الشامي والمدني، كما رسمت بحذفها في مصاحف العراق بالبقرة خاصة.
كما ذكر الجزري في "النشر"، والداني في "المقنع".
وأما اختلاف القراءة بينها، فهو أمر يرجع للرواية التي يقرأ بها القارئ، فمن قرأ بقراءة نافع أو برواية حفص، مثلا، فإن القراءة لا تختلف عنده بين لفظة إبراهيم المحذوفة الياء أو الثابتتها.
وأما من يقرأ برواية هشام عن ابن عامر الشامي، فإنه يقرأ له في ثلاثة وثلاثين موضعا من القرآن بفتح الهاء ومدها بألف، وقد بين تلك المواضع الجزري في "النشر"، والشاطبي في "الحرز"، وقد وافق ابن ذكوان هشاما في الكلمات الخمس عشرة الواردة في سورة البقرة.
وراجع الفتوى رقم: ١٨٨٧١.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٦ شوال ١٤٢٤