شبهات حول قضية النسخ في القرآن
السُّؤَالُ
ـبسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
كنت أبحث عن الناسخ والمنسوخ فى القرآن الكريم والحديث النبوي حتى أستطيع أن أفهم بعض الأمور التي يقوم بعض أئمة المساجد فى شرحها، حيث إن بعضهم مع الأسف الشديد يتمسك بما يقرأ هو وينكر غير ذلك أو يطلب الدليل على غير ما قرأ، وعند إعطاء الدليل على ذلك من الفتاوى الشرعية التي صدرت عن بعض العلماء الأفاضل أمثال العالم عبد العزيز بن باز وغيره من العلماء الأفاضل فإذا هم يضعفون فتواهم فعثرت على هذا المواقع وكنت أظنه موقعا إسلاميا http://www.christpal.com/shobohat/٣abd_almasi٧/book_١.htm
وفيما يلي صفحة واحدة مما كتب وبدون أدنى تعليق راجيا إن كانت لديكم كتب أو مقالات عن الناسخ والمنسوخ أن تزودونا بها.
تحريف القرآن- مقدمة -التعريف بقضية الناسخ والمنسوخ
١ـ ما هو المقصود بالناسخ والمنسوخ في القرآن؟
٢ـ من أين جاءت فكرة الناسخ والمنسوخ في القرآن؟
٣ـ ما هو المقصود من القول "خير منها"، الأجزاء التي شملها الناسخ والمنسوخ في القرآن ١ـ السور التي جاءت فيها المنسوخات في القرآن ٢ـ الآيات التي جاءت فيها منسوخات في القرآن خطورة الناسخ والمنسوخ ١ـ هل يؤمن المسلمون بوجود النسخ في القرآن ٢ـ ما هي خطورة الناسخ والمنسوخ ٣ـ أهمية موضوع الناسخ والمنسوخ أنواع الناسخ والمنسوخ في القرآن ١ـ ما نُسخ حرفه وبقي حكمه ٢ـ ما نُسخ حكمه وبقي حرفه ٣ـ ما نُسخ حكمه ونُسخ حرفه، الختام قضية الناسخ والمنسوخ فى القرآن الباب الأول التعريف بقضية الناسخ والمنسوخ، ما المقصود بالناسخ والمنسوخ، من أين جاءت فكرة الناسخ والمنسوخ، ما المقصود بالقول "خير منها"، الفصل الأول ما هو المقصود بالناسخ والمنسوخ في القرآن؟ ـكلمة نَسَخَ في قواميس اللغة العربية معناها: أزال، أو أبطل. وهذا بالطبع غيْرُ المعنى المعروف وهو أن ينسخ كتابا أي ينقل صورة منه، وقد جاء في المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية بالقاهرة (ص ٩١٧) "نسخ الشيء أي أزاله، ويقال نسخ الله الآية: أي أزال حكمها، وفي التنزيل العزيز: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} ويقال نسخ الحاكم الحكم أو القانون: أي أبطله.
٢ـ قال الإمام النسفي (الجزء الأول ص١١٦) تفسير النسخ هو التبديل، وانتهاء الحكم الشرعي.
٣ـ وهناك مفهوم آخر للنسخ أوضحته (سورة الرعد آية ٣٩) التي تقول: "يمحو الله ما يشاء" وقد علق على هذه الآية الباحث الإسلامي الكبير سيد القمني في كتابه الضخم (الإسلاميات ص ٥٦٨) قائلا: وهنا ما يشير ليس فقط إلى الاستبدال، بل إلى محو آيات بعينها.
٤ـ ونقل ابن كثير فى تفسيره (ج١ ص ١٠٤) عن ابن جرير تعليقاً على الآية " ماننسخ من آية قوله أى: نُحوِّل الحلالَ حراماً، والحرامَ حلالاً، والمباحَ محظوراً، والمحظورَ مباحاً." تأملوا ياذوى الأفهام؟؟؟!!! . هل يقبل أي إنسان عاقل هذ الكلام، وهل الكلام الذي ينطبق عليه هذه الأوصاف من إلغاء وإزالة ومحو وتحويل الحلالِ حراما والحرامِ حلالا، يكون فعلا من عند الله، هذا هو مفهوم الناسخ والمنسوخ أي إلغاء الآيات وتبديلها بآيات أخرى تجعل من الحلال حراما ومن الحرام حلالا، وهذا كله يحدث في القرآن، فكيف يمكن القول بعد ذلك أنه كتاب من عند الله!!!: وهناك قضية أخرى يستحق ذكرها فى سياق الموضوع وهي: أن القرآن يذكر أن الله قد أعطى النبوة والوحي لبني إسرائيل من اليهود فقط وعلى هذا يقر القرآن نفسه أن نبوة محمد كاذبة لأنه غير يهودي ولا ينتسب إلى اليهود إذا فلا نبوة له. ولكن نرجع مرة أخرى للبحث عن اسم محمد فى الأناجيل لن تجد شيئا, ليس لأن الإنجيل محرف أو أن المسيحين قد أزالوا كل ما يتعلق بهذا الموضوع ولكن السبب الأساسي هو أن هناك خدعة خدع بها عثمان المسلمين في القرآن ففى آية فى إنجيل يوحنا تقول: "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد" (يوحنا ١٤: ١٦) ولما كان الإنجيل كتب باليونانية –كتب القس عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يتعين على المسلم أن يصون دينه عن الشبهات، فلا يستمع إليها، ولا ينظر فيها لأن الشبهة قد تستقر في قلبه ولا يستطيع دفعها لضعف إيمانه أو قلة علمه أو هما معاً، وقد نص العلماء على حرمة النظر في كتب أهل الكتاب لما فيها من التحريف، فكيف بالنظر لشبهات هؤلاء فهي أشد تحريماً، وانظر الفتوى رقم: ١٤٧٤٢.
واعلم أن ما ذكره أصحاب الموقع من حديث القرآن عن إعطاء النبوة لبني إسرائيل فقد أخبر الله عن موسى عليه السلام أنه ذكره في جانب الامتنان عليهم ولم يذكر ما يفيد حصر النبوة فيهم، فقال تعالى: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ {المائدة:٢٠} ، وقد ذكر الله في القرآن امتنانه على هذه الأمة ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ {آل عمران:١٦٤} ، وأما ما ذكروه في عدم ذكر محمد في الإنجيل فراجع رده في الفتوى رقم: ١٢٧٤٦.
وذكر تعالى بشارة عيسى به فقال: وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ {الصف:٦} ، وأما ما ذكروه في خداع عثمان وما كتب عبد المسيح بسيط فإنك لم تكمل الكلام عليه حتى نبين الرد عليه، ولكن عثمان لم يتصرف في القرآن من عنده، وقد أجمع الصحابة ومن بعدهم من المسلمين على أن القرآن المكتوب في المصحف كلام الله المحفوظ الذي لا يتطرق إليه التحريف والتبديل، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لأنه تنزيل من حكيم حميد، فلا دخل لعثمان فيه، وراجع الفتوى رقم: ٦٤٧٢، والفتوى رقم: ٥٧٢٣١.
وأما قضية النسخ فقد تقدمت لنا فتاوى كثيرة حول النسخ ومعناه وأحكامه والرد على ما يورد حوله من شبهات وغير ذلك مما يتعلق به، ويمكن للسائل الوصول إلى هذه الفتاوى بالرجوع إلى (العرض الموضوعي) ثم على (القرآن الكريم) ثم على (من علوم القرآن) ثم على (الناسخ والمنسوخ) ، وراجع على سبيل المثال الفتاوى ذات الأرقام التالية: ١٣٩١٩، ٣٧١٥، ١٢٩٠٥، ٤٦٦٤٤، ٢٠٧٨١، ٥٧٣٥٥.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٣ رجب ١٤٢٦