من صور الإلحاد في أسماء الله الحسنى
السُّؤَالُ
ـكنت في مجلس علم عن أسماء الله الحسنى ومن ضمن ما تحدثت فيه المعلمة الإلحاد في أسماء الله الحسنى كأن ينطق اسم من أسمائه سبحانه خطأ مثل نطق اسم الرازق بالهمزة (الرازء) فذكرت وبالتالي عندما ندعو اللهم ارزقني كذا ... فلابد أن ننطقها بالقاف لا بالهمزة يعني لا نقول (اللهم ارزءني) لأن الرزء بالهمزة يعني المصيبة. وعندما ندعو لأحد لا نقول له (ربنا يرزءك) .
فما صحة هذا الكلام؟
وجزاكم الله خيراً.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن تحريف أسماء الله تعالى بالنقص منها أو الزيادة فيها أو إبدال حرف منها بحرف آخر لا يجوز، فأسماء الله تعالى وصفاته توقيفية يجب أن نتوقف فيها على ما جاء من نصوص الوحي من القرآن والسنة.
وعلى ذلك، فإبدال حرف الميم بحرف آخر يعتبر إلحادا وتحريفا للاسم، لأن الإلحاد في الأصل معناه العدول عن القصد والميل والانحراف والجور.
قال ابن كثير في تفسيره عند قول الله تعالى: وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {الأعراف:١٨٠}
قال: اشتقوا اللات من الله، والعزى من العزيز.
فهؤلاء المشركون غيروا في أسماء الله تعالى فسماهم ملحدين في أسمائه، فكذلك كل من يغير أو يبدل في أسماء الله فهو ملحد فيها
وقد قال بعض أهل العلم: إنه من يقول في قول الله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى {طه:٥} يقول فيها استولى فقد حرف الكلم عن مواضعه وألحد في صفات الله تعالى.
وعلى هذا، فإن ما قالته هذه المعلمة صحيح، بل هو أشد لما فيه من إفساد المعنى.
وللمزيد نرجو أن تطلعي على الفتوى رقم: ٧١٦٤٤.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٦ محرم ١٤٢٨