خطاب الله للسماء والأرض على الحقيقة أم المجاز
السُّؤَالُ
ـهل قول الله عز وجل في سورة فصلت: ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا. وكذلك قوله في سورة الأعراف: وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى.
من باب الاستعارة والتشبيه والتصوير وأنه ليس على الحقيقة؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر أهل العلم أن اللفظ يجب حمله على الحقيقة لأنها الأصل ما لم يترجح المجاز بشهرة أو غيرها.
قال السبكي في الأشباه والنظائر: حمل اللفظ على ما يتبادر إلى الذهن أولى، ومن ثم يحمل على الحقيقة ما لم يترجح المجاز بشهرة أو غيرها.
وقال الزركشي في البحر المحيط: إذا كان الاسم له حقيقة ومجاز وورد الخطاب به فإنه يحمل على الحقيقة.
وحمل الآيتين على ما ذكره في السؤال حكاه بعض المفسرين قولا، فقد ذكره القرطبي والشوكاني وابن عاشور ولكن الحمل على الحقيقة هو الراجح كما قال الشوكاني، وأكد ذلك في آية الأعراف فقال: وهذا هو الحق الذي لا ينبغي العدول عنه ولا المصير إلى غيره، لثبوته مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وموقوفا على غيره من الصحابة، ولا ملجئ للمصير إلى المجاز، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ... انتهى.
وقال في آية فصلت: قال القرطبي: قال أكثر أهل العلم أن الله سبحانه خلق فيهما الكلام فتكلمتا كما أراد سبحانه، وقيل: هو تمثيل لظهور الطاعة منهما وتأثير القدرة الربانية فيهما. انتهى.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٨ جمادي الأولى ١٤٣٠