المستوقد للنار في القرآن والحديث والشريف.. لا يستويان مثلا
السُّؤَالُ
ـحول تفسير قوله تعالى: مثلهم كمثل الذي استوقد نارا.. ذهب بعض العلماء والباحثين مثل الشيخ الدراز أن المستوقد هو النبي صلى الله عليه وسلم استئناسا بحديث البخاري: مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا، مع أن غالب كتب التفسر تذكر أن مستوقد النار هو المنافق، مما جعل بعض الدعاة يقول إن تفسير المستوقد للنار أنه النبي صلى الله عليه وسلم فيه تعريض بالنبي أنه منافق وهو كفر وردة
فما قولكم في هذا جزاكم الله خيرا.ـ
الفَتْوَى
خلاصة الفتوى:
النار في الآية الكريمة وفي الحديث الشريف ضربت مثلا لأمرين مختلفين تمام الاختلاف، فلا حجة لمن ينحو بتفسير الآية إلى ما ورد في الحديث.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
لقد بينا من قبلُ تفسير هذه الآية الكريمة، ويمكنك أن تراجع فيه فتوانا رقم: ١٠٣٤١٥.
وأما قول النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيحين: إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها. فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقحمون فيها.
فإن حمل الآية الكريمة عليه ليس له مسوغ، ذلك أن النار في الآية الكريمة ضربت مثلا للمنافقين الذين أظهروا الإيمان في الدنيا وأسروا الكفر، فنالوا بإظهار الإيمان الأمن من المسلمين والعيش معهم والتوارث والتزاوج معهم، وكان مصيرهم في الآخرة الخلود الأبدي في النار مع الكفار.
والنار في الحديث الشريف ضربت تشبيها لتهافت أصحاب الشهوات في المعاصي التي تكون سببا في الوقوع في النار بتهافت الفراش على الوقوع في النار اتباعا. وتشبيه ذبه -صلى الله عليه وسلم- العصاة عن المعاصي بما حذرهم به وأنذرهم بذب صاحب النار الفراش عنها.
فلا حجة لمن ينحو إلى التفسير المذكور في السؤال.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٥ محرم ١٤٢٩