معنى كلمة (وفومها) في آية البقرة
السُّؤَالُ
ـقال تعالى في سورة البقرة الآية ٦١
(وإذ قلتم ياموسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها..) إلى آخر الآية لماذا في اللغة العربية يقولون ثومها وليس فومها؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه في اللغة العربية يقال ثوم وفوم، وإن كان الفوم يطلق على الحنطة أحياناً لقوله أحيحة بن الجلاح:
قد كنت أغنى الناس شخصاً واحدا ورد المدينة عن زراعة فوم
ولذلك، فإن المفسرين اختلفوا في المقصود بالفوم في الآية، فمنهم من فسره بالثوم، وقرأ ابن مسعود بالثاء فيها.
قال ابن كثير رحمه الله: أما الفوم فقد اختلف السلف في معناه فوقع في قراءة ابن مسعود وثومها وكذا فسره مجاهد، والربيع بن أنس وسعيد بن جبير ورواية الحسن عن ابن عباس كما عند ابن أبي حاتم....قال ابن جرير الطبري فإن كان ذلك صحيحاً فإنه من الحروف المبدلة كقولهم وقعوا في عاشور شر وعافور شر وأثافي وأثاثي ومغافير ومغاثير ونحوه مما قلبت فيه الفاء ثاء والثاء فاء لتقارب مخرجيهما.
وفي فتح القدير: قال الشوكاني: وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (وفومها) قال الخبز، وفي لفظ البر وفي لفظ الحنطة.
هذا مجمل ما قيل في تلك الكلمة وغاية ما فسرت به فالعرب تقول فوما وتقول ثوما إلا أن مصطلح العامة غلب عليه إطلاق الثوم بالثاء المثلثة وترك الفاء واللغة لاتحاكم إلى اصطلاح العامة وركونها إلى لفظ أو قياس دون آخر.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٨ رجب ١٤٢٦