هل هي عاد واحدة أم عادان
السُّؤَالُ
ـهل هناك أكثر من قبيلة لـ "عاد" حيث ذكر في القرآن الكريم كلمة "عاد" وفي إحدى السور، أنه أهلك "عادا الأولى"ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف المفسرون والمؤرخون هل هي عاد واحدة أو هما عادان؟ حيث ذهب بعضهم إلى القول الأول، واعتبر وصف الله لهم بالأولى لأنهم كانوا قبل ثمود. قال ابن زيد: قيل لها عاد الأولى لأنهم أول أمة أهلكت بعد نوح: وذهب آخرون إلى الثاني وهو أنها عادان.
قال الشوكاني في تفسيره: قال ابن إسحاق: هما عادان فالأولى هلكت بالصرصر والآخرى أهلكت بالصيحة.
وقال الطبري في تفسيره: يقول الله تعالى: وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى لنجم:٥٠ . يعني تعالى ذكره بعاد الأولى عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح وهم الذين أهلكهم الله بريح صرصر عاتية، وإياهم عنى بقوله: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إلى أن قال: وإنما قيل لعاد بن إرم عاد الأولى لأن بني لقيم بن هزار بن هزيل بن عبيل بن ضد بن عاد الأكبر كانوا أيام أرسل الله على عاد الأكبر عذابه سكاناً بمكة مع إخوانهم من العمالقة فلم يصبهم من العذاب ما أصاب قومهم وهم عاد الآخرة ثم هلكوا بعد.
ولعل الصحيح أنهما عادان، لما أخرج البخاري عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، قد عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرناً.
قال ابن حجر في الفتح عند هذا الحديث: ظاهر هذا أن الذين عذبوا بالريح غير الذين قالوا ذلك ... إلى أن قال: وهذا يحتمل لقول الله تعالى وأنه أهلك عاداً الأولى فإنه يشعر بأن ثم عاد أخرى، وقد أخرج قصة عاد الثانية أحمد بإسناد حسن، وبعد أن أورد محل الشاهد من الحديث قال: والظاهر أنه في قصة عاد الأخيرة لذكر مكة فيه.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٩ رمضان ١٤٢٣