تفسير (قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين)
السُّؤَالُ
ـورد في القرآن الكريم آية " بسم الله الرحمن الرحيم* ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين" برجاء التكرم بتفسير مغزى الآية؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فللمفسرين في الإماتتين والإحياءتين في الآية أقوال:
الأول وهو أظهرها:
أن المراد بالإماتتين: أنهم كانوا نطفاً لا حياة لهم في أصلاب آبائهم، ثم أماتهم بعد أن صاروا أحياء في الدنيا.
والمراد بالإحياءتين: أنه أحياهم الحياة الأولى في الدنيا ثم أحياهم الحياة الثانية عند البعث، ومثل هذه الآية، الآية التي في سورة البقرة: وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ البقرة:٢٨ .
وهذا القول قول جمهور السلف.
الثاني: أن المعنى أماتهم هم في الدنيا عند انقضاء آجالهم، ثم أحياهم في القبور للسؤال، ثم أميتوا، ثم أحياهم في الآخرة.
الثالث: أنه استخرجهم من ظهر آدم وأحياهم وأخذ عليهم الميثاق ثم أماتهم ثم أحياهم في الدنيا ثم أماتهم.
وهم يقولون هذه المقولة وهم في النار فيجعلون هذا الاعتراف وسيلة لدعائهم ربهم أن يخرجهم من النار، ويعيدهم إلى الدنيا ليعملوا صالحاً فيقولون: قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ غافر:١١ .
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٤ جمادي الأولى ١٤٢٣