تفسير ورد شبهة حول قول الله (فإذا انسلخ الأشهر الحرم ... )
السُّؤَالُ
ـأسكن في أمريكا أحد أصدقائي الأمريكيين سألني عن الآية رقم: ٥ في سورة التوبة (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم..) فقال: هذه الآية تناقض الشعارات التي ترفعها دائماً:
١-أن الإسلام دين السلام ٢-وأنه لا يجبر عليه. وقد راجعت عدة من التفاسير: تفسير الطبري، وثبت أن الآية عامة، ووجدت في الفتوى على الموقع إسلام أن لاين من الدكتور عبد العظيم أن الآية خاصة بالمشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فهل تشرحون لي هذا الموضوع مفصلاً حتى أجيب صديقي.
جزاكم الله خيراًـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الآية عامة في كل زمان ومكان، ومن قال إنها خاصة بالمشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخطأ، وقال ما لا دليل له عليه، وخالف واقع المسلمين على مر التاريخ، فإن المسلمين كانوا -كما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم- إذا أتوا إلى أهل أي بلاد كافرة عرضوا عليهم الإسلام وشرحوه لهم، فإن أسلموا فقد اهتدوا، ولهم ما للسلمين وعليهم ما عليهم، وإن أبوا أن يسلموا فلا إكراه في الدين، فيعرضون عليهم بعد ذلك الجزية، ثم يعيشون في ظل دولة الإسلام على دينهم سالمين؛ بل يجب على المسلمين حمايتهم كما يحمون أنفسهم، فإن أبوا أن يدفعوا الجزية فليس إلا السيف والقتال، حتى تكون كلمة الله هي العليا، وحتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
وعرض الجزية ليس خاصاً بأهل الكتاب، بل يشمل كل الكفار على الراجح من أقوال العلماء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر، وهم وثنيون وليسوا أهل كتاب.
أما قول صاحبك: إن دين الإسلام دين السلام فهو صحيح، ولكنه دين السلام لمن يريد السلام، أما من لا يريد السلام ووقف في وجه الإسلام فليس أهلاً للسلام.
وننصح الأخ بأن لا يجادل في شيء لا يعلمه حتى لا تعلق في ذهنه الشبهات التي يطرحها المجادل، ولكن يمكن أن تعطيه بعض الكتب التي تتحدث عن الإسلام وتشرحه، وتعرض محاسنه، وتدحض الشبهات حوله، وهي كثيرة ولله الحمد.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٠ محرم ١٤٢٣