إصلاح ذات البين.. آمال ومعوقات
السُّؤَالُ
ـأنا محتارة ياشيخ في موضوع رسالتي في الحياة.
أريد التخصص في إصلاح ذات البين.
لكني أواجه مشاكل مع أرحامي وكلما حاولت الإصلاح يلفقون لي مشكلة ويعاملونني بطريقة مهينة.
الآن أنا لا أستطيع دعوة الناس وإصلاح ذات بينهم وآمر الناس بالبر وأنسى نفسي وفي نفس الوقت رسالتي في الحياة متوقفة على هذا الأمر، ماذا أفعل جزاكم الله خيرا؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يرحمنا وإياك برحمته وأن يرزقنا عافيته وأن يوفقنا إلى طاعته.
واعلمي أن رسالة المسلم في الحياة هي تحقيق العبودية لله والعمل بطاعته والبعد عن معصيته ودعوة الناس إلى ذلك، ولا شك أن إصلاح ذات البين من أهم القربات وأجل الطاعات، وراجعي الفتوى رقم: ٥٣٧٤٧.
وقد أحسنت بحرصك على التخصص في هذا الجانب، ولا شك أن مثل هذا الأمر يحتاج إلى مقومات، ومن أهمها الإخلاص لله والصبر على الأذى والصد الذي قد يجده المسلم في هذا السبيل. هذا بالإضافة إلى حرص المرء على أن يصلح ما بينه وبين أرحامه، والصبر عليهم. وإذا سعيت في الإصلاح ولم تجدي منهم استجابة فلا يضرك صدودهم، ولا ينبغي أن يكون هذا مانعا في سعيك للإصلاح بين الآخرين، وانظري الفتوى رقم: ١٧٦٤.
وعلى فرض أنك عجزت ولم تتمكني من تحقيق مثل هذا الهدف -نعني الإصلاح بين الناس- فهنالك كثير من سبل الخير وتحصيل الأجر غيره، ورحم الله من قال:
إذا لم تستطع شيئا فدعه * وجاوزه إلى ما تستطيع
وننبه في الختام إلى أمر مهم وهو أنه على المرء أن يأمر بالمعروف وإن لم يفعله، وقد سبق بيان ذلك بالفتوى رقم: ١٨٤٦٨.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٢ شعبان ١٤٢٩