الترغيب في إكثار النسل
السُّؤَالُ
ـسمعت في خطبة أن المرأة لا يجب عليها أخذ حبوب منع الحمل على أن الله هو الذى يدبر الأرزاق لمخلوقاته وعندما ذهب رسول الله إلى رحلة الإسراء والمعراج شاهد نساء يعذبن بسبب ذلك فهل هذا صحيح أم لا؟
وجزاكم الله خيرا.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس من المتصور إيجاب أخذ حبوب منع الحمل على المرأة، لذلك فإن قول السائل الكريم: سمعت أن المرأة لا يجب عليها أخذ حبوب منع الحمل، يظهر أنه إنما يقصد به أن المرأة لا يجوز لها أخذ حبوب منع الحمل.
وللجواب على ذلك نقول: إن الشريعة الإسلامية ترغب في كثرة النسل وتعتبره نعمة من نعم الله تعالى، فقد امتن الله تعالى على عباده بقوله: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً {النحل:٧٢} .
وقال صلى الله عليه وسلم: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم. رواه أحمد وأبو داود والنسائي.
فهذه النصوص تفيد أن الأفضل للأسرة أن لا تسعى في أي أمر يقلل النسل، ولكنها مع ذلك إذا احتاجت إلى تنظيم الحمل والفطام، فلا مانع من اتخاذ الوسائل المشروعة مثل: العزل واستعمال الأدوية التي لا تضر.
ولتفاصيل ذلك والمدة التي ينبغي أن تكون بين كل مولودين يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: ١١٤٧٩، والفتوى رقم: ١٨٣٧٥.
وأما ما ذكره السائل من أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رحلة الإسراء والمعراج شاهد نساء يعذبن بسبب تناول حبوب الحمل، فهذا الخبر لم نقف له على أصل، ولعله يقصد ما أخرجه الطبراني في الكبير عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه حيث قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال: إني رأيت رؤيا هي حق فاعقلوها: أتاني رجل فأخذ بيدي فاستتبعني حتى أتى بي جبلا طويلا وعرا، فقال لي: ارقه، فقلت: لا أستطيع فقال: إني سأسهله لك، فجعلت كلما رقيت قدمي وضعتها على درجة، حتى استوينا على سواء الجبل، فانطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مشققة أشداقهم فقلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يقولون ما لا يعلمون، ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مسمرة أعينهم وآذانهم، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يرون أعينهم ما لا يرون، ويسمعون آذانهم ما لا يسمعون، ثم انطلقنا فإذا نحن بنساء معلقات بعراقيبهن مصوبة رؤوسهن تنهش ثديانهن الحيات، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يمنعون أولادهن من ألبانهن........... إلى آخر الحديث. قال الطبراني: ورجاله رجال الصحيح.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٦ ذو القعدة ١٤٢٧