الفرد المطلق والفرد النسبي.. معناهما.. وأمثلة عليهما
السُّؤَالُ
ـماهو الفرق بين الحديث الفرد والحديث الغريب؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الفرد والغريب مترادفان في الاصطلاح كما ذكر ابن حجر في النخبة، والمناوي في التعريفات وفي شرح النخبة، وأبو الطيب الآبادي في عون المعبود.
ولكنهم ذكروا أن الغرابة إذا كانت في أصل السند أي في الموضع الذي يدور الإسناد عليه ولو تعددت الطرق بعد ذلك، فإنه يسمى فرداً مطلقاً.
وإما إذا تعددت طرقه ابتداء وحصل التفرد عن بعض الرواة مثل ما رواه عن الصحابي عدة من التابعين وتفرد بروايته عن واحد منهم شخص واحد، فإنه يسمى فرداً نسبياً، وسمي بذلك لكون التفرد حصل بالنسبة لشخص معين أو صفة معينة أو بلد أو مدينة.
وقد مثلوا للفرد المطلق بحديث إنما الأعمال بالنيات، فقد تفرد به عمر، وتفرد به عن عمر علقمة بن وقاص، وتفرد به عن علقمة محمد بن إبراهيم التميمي، وتفرد به عن محمد يحيى بن سعيد، ثم رواه عن يحيى كثيرون.
ومثلوا للفرد النسبي الذي حصل التفرد فيه بالنسبة لشخص معين بحديث: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ... الحديث.
فإن هذا الحديث رواه الشيخان وغيرهما عن عدة من الصحابة، ولكن في إحدى روايات مسلم تفرد بروايته عن عبد الملك بن الصباح راو واحد وهو أبو غسان المسمعي.
ومثلوا لما حصل التفرد به بالنسبة لصفة معينة بما روى مسلم والترمذي وأبو داود في السنن وعبد الرزاق في المصف وابن أبي شيبة في المصف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الأضحى والفطر بـ ق والقرآن المجيد واقتربت الساعة.
فهذا الحديث رواه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي واقد الليثيـ ولم يروه عن عبيد الله من الثقات إلا حمزة بن سعيد، وقد رواه عن حمزة الأئمة كمالك وابن عيينة وغيرهما.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٣ ربيع الثاني ١٤٢٥