متى يحكم على الحديث بأنه مضطرب
السُّؤَالُ
ـبسم الله, روى الترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها حديثا يعرف بحديث الكساء وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أبى أن يدخل أم سلمة مع علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم وقال: (أنت على مكانك وأنت على خير) وقد روي هذا الحديث بطرق أخرى تخالف ما سبق , منها ما رواه ابن جرير عن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة وفيه قوله: (أنت من أهلي) وروى أحمد عن شهر بن حوشب عن أم سلمة وفيه: (بلى فادخلي في الكساء) وروى البغوي في التفسير عن عطاء عن أم سلمة وفيه: (بلى إن شاء الله) وروى ابن جرير أيضا عن واثلة بن الأسقع وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (وأنت من أهلي) فهل يعد هذا الحديث مضطربا وما هو المضطرب وما مدى صحة الاحتجاج به؟ وجزاكم الله خيراـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث الذي رواه الترمذي وفيه: "أنت على مكانك وأنت على خير." حديث صحيح صححه أهل الحديث.
ولا يخالفه ما رواه ابن جرير وفيه: " أنت من أهلي." ولكن ما يخالفه هو ما رواه أحمد وفيه: "بلى فادخلي.
ولكن هذه الرواية ضعيفة لضعف شهر بن حوشب فإنه وإن كان صدوقاً كما قال الحافظ عنه في التقريب؛ لكنه قال عنه كثير الإرسال والأوهام، فمثله لا يقوى على المخالفة لمن هو أرجح منه.
فخرج الحديث بهذا عن حد الاضطراب، إذ المضطرب من الحديث ما اجتمع فيه أمران:
الأول: الاختلاف بين رواته في السند أو المتن مع عدم إمكان الجمع بين هذا الاختلاف.
الثاني: تكافؤ الطرق والأسانيد. أما مع رجحان بعضها على بعض فالحكم للراجح.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٧ رمضان ١٤٢٣