حديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام
السُّؤَالُ
ـبسم الله الرحمن الرحيم.
هل يعمل بحديث الآحاد في العقيدة، أفيدونا بارك الله فيكم، فقد ثار جدل كبير بين بعض السلفيين وأطراف أخرى وقد قال هؤلاء السلفيون إن الشيخ محمد الغزالي مرتد لأنه أنكر صفة من صفات الله ثبتت بحديث الآحاد.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن العمل بأحاديث الآحاد في العقائد وغيرها، وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٢٨٩٢٦ ١٤٠٥٠ ٨٤٠٦ ٢٩٠٦٩ ٦٩٠٦
وتقدم الكلام عمن أنكر حديثاً صحيحاً، وذلك في الفتوى رقم: ١١١٢٨
وتقدم الكلام عن التكفير وشروطه وضوابطه، وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية:
١١١٢٩ / ٧٢١ / ١٢٨٨٣
وعليه فلا يجوز تكفير المسلم -فضلاً عن الشيخ أو العالم- إلا إذا وقع في الكفر الصراح، وتوافرت فيه الشروط وانتفت عنه الموانع.
وتأويل عالم لصفة من صفات الله بما يسوغ في لسان العرب ليس من الكفر، فقد وقع التأويل في الصفات لجمع غفير لا يحصون من علماء الأمة، ولم يكفرهم أحد من أهل السنة والجماعة، نعم كانوا يبينون الخطأ وينفرون عنه، أما عن الجدال في الدين فإن له شروطاً وضوابط إذا لم تتوافر فإن الجدال يكون غير مشروع، ومن هذه الشروط:
- أن يكون بالحسنى، قال الله تعالى: وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ النحل:١٢٥ ، وقال سبحانه: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ العنكبوت:٤٦ ، فإذا كان ذلك في مجادلة أهل الكتاب، فمن باب أولى في مجادلة المسلم، وأولى منه في مجادلة طالب العلم والعالم.
- ومن ذلك أن يكون قصد المجادل معرفة الحق وبيانه لا التعصب والانتصار للنفس، قال الإمام الشافعي رحمه الله: ما جادلت أحداً إلا تمنيت أن يجري الله الحق على لسانه.
- ومن ذلك أن يكون مثمراً غير عقيم، وأن يكون بعلم، فإذا لم يكن كذلك فالترك أسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً. رواه أبو داود وغيره.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٧ شعبان ١٤٢٤