الإسناد خصيصة تميزت بها الأمة الإسلامية
السُّؤَالُ
ـأخي الحبيب في الله: دار حوار بيني وبين بعض الأشخاص عن مصداقية الوثائق التاريخية فقال أحدهم وهو دكتور في علم الاجتماع ما يلي:
تتفاوت المصادر التاريخية في دقتها تبعاً للزمن ولطبيعة المصدر والناقل ... فالوثائق الصحيحة ١٠٠% هي النقوش على الحجر أو الطين: مثل مسلة حمورابي أو مكتبة إبلا. يليها الوثائق المكتوبة التي يدقق المتخصصون في مدى صدقها-الخط، الزمن الذي كتبت فيه، مدى توافق المضمون مع ما يحتمل أن يكون صحيحاً في زمان ومكان معينين-. وأقل الوثائق مصداقية هي المنقولة شفوياً: روى فلان عن فلان عن فلان.. هنا يعتمد المؤرخون على شخص ناقل الخبر ومصداقيته، إضافة لفحص المضمون.
فكيف نثبت صدق الأحاديث النبوية ونرد على مثل هؤلاء؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الدكتور المذكور لا علم عنده بمنهج المحدثين في تدوين السنة، ثم بمنهجهم فيما يتعلق بالحكم على ما يقبل منها وما يرد وفق أصول لا توجد عند أمة من الأمم، وهي خصيصة الإسناد التي تفردت بها الأمة الإسلامية، ويعدها هذا الدكتور مثارا للشبهة لجهله بها، فإثبات صدق الأحاديث النبوية قائم على منهج علمي متكامل يقوم على دراسة الأسانيد والمتون، وبيان ما يقبل منها وما يرد، ولن نستطيع مناقشة هذا في فتوى واحدة، فننصحك بالرجوع إلى الفتاوى التالية أرقامها وما أحيل عليه فيها: ٨٥١٦، ٣٤٥٣٧، ٦٢٥٣٦.
وفيما يتعلق بتدوين السنة يمكنك الدخول على محور الحديث من الصفحة الرئيسية، ثم على تدوين السنة وعلوم الحديث.
والرجوع لكتاب: السنة قبل التدوين - محمد عجاج الخطيب، وكتاب: دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه للأعظمي، وللاستزادة حول ما أثير حول السنة من شبه، والجواب عنها راجع كتاب زوابع في طريق السنة للشيخ صلاح الدين مقبول أحمد.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٠٣ جمادي الأولى ١٤٣٠