لا تعارض بين صحيح المنقول وصريح المعقول
السُّؤَالُ
ـالدين والعلم افتراق أم اتفاق؟ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الدين الحق دين الله تعالى الذي بعث به أنبياءه عليهم السلام، وختمه برسالة محمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يتعارض أو يتناقض مع الحقائق العلمية التجريبية الثابتة ولا مع العقول الصحيحة.
لأن الدين الصحيح من عند الله تعالى خالق الكون ومن فيه وما فيه كما قال تعالى: قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ {الفرقان: ٦} .
وقال تعالى: أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ {الملك: ١٤} .
يقول فضيلة العلامة عبد المجيد الزنداني حفظه الله: لا يمكن أن يقع تعارض بين قطعي من الوحي وقطعي من العلم التجريبي، فإن وقع في الظاهر فلابد أن هناك خللاً في اعتبار قطيعة أحدهما.
وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية كتابه درء تعارض العقل والنقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول وهو مطبوع في عشرة أجزاء، وقد قرر فيه أنه لا يمكن تعارض صحيح النقل مع صريح العقل، أما الدين المحرف فإنه يمكن أن يفترق مع حقائق العلم ومسائل العقل.
وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: ١٦٥٩٥، ٤٣٦٩٨، ٢٨٥١١.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
١٨ رجب ١٤٢٦