معنى "ورجل قلبه معلق بالمسجد.."
السُّؤَالُ
ـأثابكم الله وجزاكم أحسن الجزاء على هذا العمل الطيب والنافع إن شاء الله. سؤالي فضيلة الشيخ ما متن الحديث النبوي الشريف الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم ((سبعة يظلهم الله تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله)) من هم هؤلاء السبعة؟ ما صفات كل واحد منهم؟ وقد سمعت أن من بينهم رجلا قلبه معلق بالمساجد هل الذي يحرص على أداء الصلوات في الجماعة منهم؟ .ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن المعلق القلب بالمساجد حمله بعضهم على شدة تعلق قلبه بها وحبه للجلوس فيها، فهو متعلق القلب بالمسجد كلما خرج منه حتى يعود إليه، ويدل لهذا ما في رواية مالك في الموطأ، ومسلم في الصحيح، والترمذي في السنن: ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه.
وفي مصنف ابن أبي شيبة أن سليمان كتب إلى أبي الدرداء: إن في ظل العرش رجلا قلبه معلق في المساجد من حبها.
قال النووي في شرح مسلم: ومعناه شديد الحب لها والملازمة للجماعة فيها. اهـ
قال المناوي في فيض القدير عند شرح قوله: إذا خرج منه حتى يعود إليه: كنى به عن التردد إليه في جميع أوقات الصلاة فلا يصلي صلاة إلا في المسجد، ولا يخرج منه إلا وهو ينتظر أخرى ليعود فيصليها فيه، فهو ملازم للمسجد بقلبه، فليس المراد دوام الجلوس فيه. اهـ
وراجع فتح الباري وشرح الزرقاني على الموطأ للمزيد في شرح الحديث، وراجع في متن الحديث الفتوى رقم: ٤١٧٦٥.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٧ ربيع الأول ١٤٢٧