معنى "اللهم رب هذه الدعوة التامة.."
السُّؤَالُ
ـالسادة المشايخ العاملون في الشبكة الاسلامية
سؤالي: ما المقصود بعبارة:
اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد
أرجو التوضيح بشكل دقيق ومفصل لأنه موضوع نقاشي مع زوجتي حول الوسيلة والدرجة الرفيعة والشفاعة والمقام المحمود
ولكم مني ومن زوجتي أفضل تحية وسلام.ـ
الفَتْوَى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي المسند وصحيح البخاري وغيرهما عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة.
والمراد بالدعوة التامة دعوة التوحيد التي لا يدخلها تغيير ولا تبديل ولايخالطها شرك، لأن ألفاظ الأذان تشمل عليها.
والصلاة القائمة هي: الصلاة المعهودة المدعو إليها.
والوسيلة هنا هي المنزلة العلية في الجنة، وقد ورد في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو وفيه: ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة.
والفضيلة هي المرتبة الزائدة على سائر الخلائق.
والمقام المحمود الذي وعده الله به هو مقامه يوم القيامة بالشفاعة العظمى حين يفصل الله بين الخلائق، وسمي محموداً لأن الناس يحمدونه عليه أي يثنون.
ووعد الله له بهذا المقام مذكور في قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا {الإسراء: ٧٩} وعسى من الله تعالى وعد كما صح عن ابن عيينة وغيره، والله لا يخلف الميعاد.
والله أعلم.
تَارِيخُ الْفَتْوَى
٢٦ شوال ١٤٢٦