Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
ـقرأت في كتاب أنه يصح الشرب في بداية الطعام ووسطه، ويكره في نهايته؛ لأنه يسبب الأمراض، فهل لذلك مستند من الكتاب أو السنة؟ـ
ليس في الكتاب والسنة ما يدل على كراهة شرب الماء أثناء الطعام أو عقبه، وإنما هو أمر يتناقله الفقهاء من جهة الطب القديم، فقد كان متقرراً لدى الأطباء أن الشرب أثناء الطعام أو بعد الفراغ منه مباشرة يفسد الهضم على المعدة، ويسبب بعض الأدواء، وهذه بعض النقول عنهم:
قال أبو حامد الغزالي رحمه الله:
" لا يكثر الشرب في أثناء الطعام إلا إذا غص بلقمة، أو صدق عطشه، فقد قيل: إن ذلك مستحب في الطب، وإنه دباغ المعدة " انتهى.
" ولا يشرب الماء في أثناء الطعام، فإنه أجود في الطب، وينبغي أن يقال إلا أن يكون ثَمَّ عادة" انتهى. يعني: إلا أن يكون من عادته الشرب أثناء الطعام فلا بأس.
نقلا عن " الآداب الشرعية " لابن مفلح (٣/١٧٨) .
"وتفسد الفاكهة بشرب الماء عليها، قال بعض الأطباء: مصابرة العطش بعد جميع الفواكه نعم الدواء لها , ورأيت بعض الناس يشرب الماء بعد التوت الحلو غير الشامي وبعد التين ويقول: إنه نافع يهضمه ويحكيه عن بعض الأطباء , والمعروف عن الأطباء أنهم نهوا عن شرب الماء بعد الفواكه مطلقا ويقولون: إنه مضر , وذكر الأطباء أنه يشرب بعد التوت والتين السكنجبين وأنه يدفع ضرره " انتهى.
"ولا يشرب في أثناء الطعام. فإنه مضر , ما لم يكن عادة" انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" يكره الشرب في أثناء الطعام بلا عادة، فإن كان الإنسان اعتاد هذا فلا بأس، قال بعضهم: ويكره أيضاً بعد الطعام مباشرة بلا عادة، وقوله: (بلا عادة) يفهم منه أن المسألة ترجع إلى ناحية طبية، قالوا: لأن الشرب أثناء الطعام يفسده، وتزول به منفعته، وكذلك إذا شرب مباشرة، فإذا كان قد اعتاد هذا فإنه لا يضره. وقال بعضهم أيضاً: إنه إذا شرب أثناء الطعام فإنه يشعر أن معدته كالسقاء ترجرج، أما إذا كان هناك عادة، فالعادات لها طبائع ثابتة، فكثير من الناس لا يهمه أن يشرب أثناء الطعام أو بعده مباشرة فلا يضره؛ لأنه معتاد.
ثم إن الطعام إذا كان حاراً والماء بارداً صار هناك مضرة من جهة أخرى، وهي ورود البارد على الحار، ومعلوم أن الحار يوجب تمدد العروق والجلد، فإذا جاء البارد تقلص بسرعة، فيكون في ذلك خطر " انتهى.
فهذه أقوال بعض العلماء الذين ذكروا هذه المسألة، وواضح أنهم إنما ذكروا ذلك من جهة الطب، ولذلك لم يستدل أحدهم على هذا بدليل من الكتاب أو السنة.
أما أبحاث الطب الحديث في هذا الشأن ففيها بعض الاختلاف، فنترك مجال البحث فيها لأهل الاختصاص، ولا نجزم نحن فيها بشيء.