طفل يسأل لماذا يجب علينا أن نحبّ ونحترم رسولنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أقصى درجة؟
السُّؤَالُ
ـلماذا يجب علينا أن نحب ونطيع ونتبع ونحترم رسولنا محمَّداً صلى الله عليه وسلم إلى أقصى درجة؟ (أو أكثر من أي شخص آخر) .ـ
الْجَوَابُ
الحمد لله
مرحباً بك أيها الابن الحبيب، مراسلا لنا في موقعنا، ونسأل الله أن ينبتك أنت وأولاد المسلمين نباتاً حسناً، وأن يوفق والديك لتربيتك تربية إسلامية لتحمل لواء الإيمان، وتكون بطلاً من جند هذا الدين.
وبعد فإني أسألك أيها الحبيب:
إذا كنت تحب اللعب، وأمرك أبوك بترك اللعب في وقت من الأوقات لتذاكر دروسك، فماذا تفعل؟
لو كنت تحب أباك محبة صادقة، سوف تنفذ ما طلبه، حتى وإن كنت تحب اللعب!!
لو كنت تخاف أن يعاقبك أبوك، وتعلم أنه يعاقب من لا يسمع كلامه، فسوف تترك اللعب لتذاكر!!
لو كنت تنتظر هدية أو مكافأة من أبيك على مذاكرتك ونجاحك، فسوف تمنع نفسك من اللعب في بعض الأوقات، وتتحمل تعب المذاكرة، من أجل أن تفوز بالجائزة!!
أيها الابن الكريم:
إن فضل النبي صلى الله عليه وسلم علينا أعظم من فضل الوالد والوالدة، والناس أجمعين، فكل خير عندنا وعند الوالدين من عند الله (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) النحل/٥٣، والجائزة التي أعدها الله لمن يطيعه أعظم جائزة: الجنة (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) المائدة/٩، والعقاب الذي أعده لمن يعصيه شر عقاب وأشده (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) النساء/١٤، وطاعة الله لا تتم إلا بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) النساء/٨٠
وهكذا دخول الجنة لا يتم إلا بطاعة الرسول:
روى الترمذي (٢٨٦٠) عن جابر رضي الله عنه قال: (خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ جِبْرِيلَ عِنْدَ رَأْسِي وَمِيكَائِيلَ عِنْدَ رِجْلَيَّ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اضْرِبْ لَهُ مَثَلا. فَقَالَ: اسْمَعْ سَمِعَتْ أُذُنُكَ، وَاعْقِلْ عَقَلَ قَلْبُكَ، إِنَّمَا مَثَلُكَ وَمَثَلُ أُمَّتِكَ كَمَثَلِ مَلِكٍ اتَّخَذَ دَارًا ثُمَّ بَنَى فِيهَا بَيْتًا ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا مَائِدَةً، ثُمَّ بَعَثَ رَسُولا يَدْعُو النَّاسَ إِلَى طَعَامِهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَجَابَ الرَّسُولَ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَرَكَهُ، فَاللَّهُ هُوَ الْمَلِكُ، وَالدَّارُ الإِسْلامُ، وَالْبَيْتُ الْجَنَّةُ، وَأَنْتَ يَا مُحَمَّدُ رَسُولٌ، فَمَنْ أَجَابَكَ دَخَلَ الإِسْلامَ، وَمَنْ دَخَلَ الإِسْلامَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ أَكَلَ مَا فِيهَا) انظر السلسلة الصحيحة للألباني (٣٥٩٥)
أعرفت الآن لماذا يجب علينا أن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم ونحترمه إلى أقصى درجة؟
لأنه صلى الله عليه وسلم هو الذي أرشدنا إلى طريق الجنة، فلا يمكن لنا أن ندخل الجنة إلا باتباعه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والعمل بسنّته، والجنة هي أعظم شيء يرجوه المسلم ويسعى إليه.
والآن أيها الابن العزيز أذكرك بتطبيق حي لهذه المحبة البالغة، والطاعة الكاملة:
لابد أنك سمعت قصة هجرة النبي صلى الله عليه وسلم – من والدك، أو في المسجد الذي تصلي فيه، أو من معلمك في المدرسة، وأسألك:
لو لم يكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه – يحب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أقصى درجة، ويحترمه ويطيعه أيضاً إلى أقصى درجة، هل كان من الممكن أن يقوم بهذه المهمة الخطرة.
وأخيراً: نشكرك على هذا السؤال المهم، ولأهميته فقد أعدنا الجواب عنه بأسلوب آخر فراجعه إن شئت برقم (١٤٢٥٠) واطلب من والدك أن يشرح لك تلك الإجابة.
وفقنا الله جميعا إلى أعلى مراتب الإيمان، وأنزلنا برحمته عالي الجنان.
الْمَصْدَرُ
الإسلام سؤال وجواب