الاتصال على برامج السحرة والكهنة لطلب الرقية
السُّؤَالُ
ـلدي أخت كبيره عمرها ٢٧عاما هي لم تتزوج لحد الآن، مع العلم أنها جميله ومتعلمة ومحافظة على فروض دينها وسننه، وكانت تعمل في مجال مختلط مع العلم بأنها طبيبه ولكنها محجبة لا يبدو منها غير عينيها ويديها عند ضرورة العلاج وجاء شيخ وقرأ عليها لم يكن معها أي عله وطلب منها الشيخ أن تقرا بعض الآيات القرآنية ولكن لحد الآن ودون جدوى عندما يأتي أحد ليخطبها يحصل هناك نوع من الاضطراب في البيت وكأننا مسحورين ماذا افعل؟ وهناك سؤال آخر: أن هناك بعض القنوات الفضائية تعرض برامج، يتصل عليهم المشاهدون فيطلب المقدم منهم ذكر اسم أحد الوالدين أو الزوج وغيرها أو الحروف الأولى من الاسم وبعده يقول للمتصل أن يقرأ بعض الآيات القرآنية التي تفيدهم مع العلم أن المقدم يعلم علة المتصل إذا أخبره باسمه أو اسم أحد والديه فما حكم هذه القنوات بالتفصيلـ
الْجَوَابُ
الحمد لله
أولا:
تأخر الزواج قد يكون لأسباب عادية، إذ ليس كل امرأة يستريح لها الخاطب ولو كانت جميلة، والأمر كله بتقدير الله تعالى، يقدم من يشاء ويؤخر من يشاء، لا معقب لحكمه سبحانه.
وقد يكون ذلك لسبب آخر من سحر أو عين، وعلاج ذلك يكون بالرقية الشرعية، والمواظبة على الطاعات، وترك الذنوب والمعاصي، والمداومة على الذكر، ومن ذلك: أذكار الصباح والمساء، والنوم والاستيقاظ، ودخول المنزل والخروج منه، والأكل والشرب، وقراءة سورة البقرة في البيت كل ثلاث ليال مرة، وراجع السؤال رقم (١٢٩١٨) و (٦٥٣٠)
ثانيا:
لا يجوز الاتصال على البرامج المذكورة لأن القائمين عليها من السحرة والكهنة الذين لا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) رواه مسلم (٢٢٣٠) .
وفي مسند الإمام أحمد (٩٢٥٢) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ) وصححه الألباني في صحيح الجامع (٥٩٣٩) .
والعراف، قال بعض العلماء: هو من يخبر عن الأمور الماضية بأشياء يستدل بها. وقيل: العراف هو الكاهن، وهو الذي يخبر عن الغيبيات في المستقبل.
وكلاهما تتنزل عليهم الشياطين، ولهذا يسألون الشخص عن اسم أمه، ليخبرهم الجن بحاله وماضيه.
فالحذر الحذر من سؤالهم، أو الاغترار بحالهم، ولو قرؤوا القرآن، لأنهم يفعلون ذلك حيلة وتلبيسا على الناس، وإلا فهم من أكفر الناس بالقرآن، يضعونه في النجاسات والقاذورات، ومن صلى منهم صلى للجان، لا للرحمن، لأن الجن لا يطيعهم ولا يخدمهم إلا بهذا الكفر العظيم، وبغيره من صور الكفر. (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) الشعراء/٢٢١-٢٢٢
وقد انتشر هؤلاء السحرة عبر هذه البرامج، وخفي حالهم على كثير من الناس، وانخدعوا بما يذكرونه أحيانا من أمور الدين، وهم دجالون مبطلون، يفرقون بين المرء وزوجه، ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم.
نسأل الله لنا ولكم العافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا.
والله أعلم.
الْمَصْدَرُ
الإسلام سؤال وجواب