تقدم لها شاب يعمل موظف استقبال في بنك ربوي
السُّؤَالُ
ـأنا فتاة أبلغ من العمر ٢٦ عاما، تقدم شاب لخطبتي وقد حصل توافق من جميع النواحي فهو على خلق ويصلي فروضه الخمسة، إلا أن الشاب يعمل في أحد البنوك الربوية، فهو يعمل في البنك كموظف استقبال فقط ولا يعمل أي معاملات مالية وعندما طلبنا منه ترك البنك قال: إنه لم يجد عملا غير هذا بسبب المعاملة السيئة لقبيلته في دولته، وهو حاليا يكمل دراسته ومقدم على وظيفة أخرى، أفتوني هل يجوز الزواج من هذا الشخص؟ وهل علي إثم إذا قبلت بهذا الشخص زوجا؟ـ
الْجَوَابُ
الحمد لله
لا يجوز العمل في البنك الربوي، ولو في الحراسة أو الاستقبال أو الخدمة؛ لما فيه من الإعانة على بقاء البنك وانتظام عمله، وقد قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة/٢.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هل يجوز العمل في مؤسسة ربوية كسائق أو حارس؟
فأجاب: "لا يجوز العمل بالمؤسسات الربوية ولو كان الإنسان سائقا أو حارسا، وذلك لأن دخوله في وظيفة عند مؤسسات ربوية يستلزم الرضى بها، لأن من ينكر الشيء لا يمكن أن يعمل لمصلحته، فإذا عمل لمصلحته فإنه يكون راضيا به، والراضي بالشيء المحرم يناله من إثمه. أما من كان يباشر القيد والكتابة والإرسال والإيداع وما أشبه ذلك فهو لاشك أنه مباشر للحرام. وقد ثبت من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه. وقال: هم سواء" " انتهى نقلا من "فتاوى إسلامية" (٢/٤٠١) .
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (١٥/٤١) : " لا يجوز لمسلم أن يعمل في بنك تعامله بالربا، ولو كان العمل الذي يتولاه ذلك المسلم غير ربوي؛ لتوفيره لموظفيه الذين يعملون في الربويات ما يحتاجونه ويستعينون به على أعمالهم الربوية، وقد قال تعالى: (وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَان) المائدة/٢.
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.. الشيخ عبد الرزاق عفيفي.. الشيخ عبد الله بن غديان.. الشيخ عبد الله بن قعود.
وبناء على ذلك، فإن ترك الخاطب عمله هذا، وانتقل إلى عمل مباح، وكان مرضي الدين والخلق، فلا مانع من قبوله، وإن استمر في عمله، فلا نرى لك الزواج منه؛ لأن العمل المحرم ينتج عنه كسب محرم، ولا يخفى ما لهذا الكسب المحرم من أثر عليك وعلى أولادك وبيتك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به) رواه الطبراني وأبو نعيم عن أبي بكر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٥١٩) .
نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح والذرية الصالحة.
والله أعلم.
الْمَصْدَرُ
الإسلام سؤال وجواب