وقال: أخبرنا أبو بكر المروذي قال: سألت أبا عبد اللَّه عن حديث ابن عون، عن محمد أن حذيفة تزوج مجوسيّة فأنكره وقال: الأخبار على خلافه.

قلت لأبي عبد اللَّه: ثبت عندك؟

قال: لا.

فقلت: إن أبا ثور يحتجّ بأنهم من أهل الكتاب؟

قال: وأي كتاب لهم؟

قلت: يحتج بقوله: "سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الكِتَابِ؟ " (١).

فقال: ما أختلف أحد في نكاح المجوس أو في ذبائحهم، قد أختلفوا في اليهود والنصارى. فأما المجوس فلم يختلفوا.

وأنكر أبو عبد اللَّه نكاح المجوسيّات إنكارًا شديدًا، وضعف ما جاء فيه.

(١) رواه الإمام مالك ص ١٨٧، وعبد الرزاق ٦/ ٦٨ (١٠٠٢٥)، وابن أبي شيبة ٢/ ٤٣٥ (١٠٧٦٥)، والبزار في "مسنده" ٣/ ٢٦٤ - ٢٦٥ (١٠٥٦)، وقال: هذا الحديث قد رواه جماعة عن جعفر، عن أبيه، ولم يقولوا عن جده، وجده علي بن الحسين. والحديث مرسل، ولا نعلم أحدًا قال: عن جعفر عن أبيه إلا أبو علي الحنفي عن مالك.
وأبو يعلى ٢/ ١٦٨ (٨٦٢)، والبيهقي ٩/ ١٨٩ كلهم من حديث عبد الرحمن بن عوف قال ابن كثير في "تفسيره" ٥/ ٨٠: لم يثبت بهذا اللفظ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٦/ ١٣: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
وقال الحافظ في "الفتح" ٦/ ٢٦١: وهذا منقطع، مع ثقة رجاله، ورواه ابن المنذر والدارقطني في "الغرائب" من طريق أبي على الحنفي، عن مالك فزاد فيه عن جده، وهو منقطع أيضًا؛ لأن جده علي بن الحسين لم يلحق عبد الرحمن بن عوف ولا عمر. وضعفه الألباني في "الإرواء" (١٢٤٨).