قال الخلال: أخبرنا محمد بن أبي هارون، ومحمد بن جعفر: حدثنا أبو الحارث قال: رأيت أبا عبد اللَّه اختضب، وفي رأسه ولحيته سواد كثير، ورأيته بعدما قدم من العسكر ترك الخضاب حتى يصل البياض، ثم اختضب بعد ذلك.
"الترجل" (٩٥)
قال الخلال: أخبرني أبو الغالب ابن بنت معاوية بن عمرو قال: رأيت أبا عبد اللَّه غير مخضوب، ثم خضب يوم الخميس ليلة الجمعة سنة سبع وعشرين ومئتين.
وقال: أخبرنا أبو بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد اللَّه -في مرضه- وقد دخلوا عليه، وفيهم شيخ مخضوب، فقال له: إني لأرى الشيخ المخضوب، فأفرح به. وذكر رجلًا فقال: لم لا يخضب؟ قالوا: يستحي. قال: سبحان اللَّه، سنة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قلت لأبي عبد اللَّه: يحكى عن بشر بن الحارث أنه قال: قال لي ابن أبي دواد: خضبت؟
قلت: أنا لا أتفرغ لغسلها، فكيف أتفرغ لخضابها؟
فقال: أنا أنكر أن يكون بشر كشف عمله لابن أبي دواد. أي كلام ذا؟
ثم قال: النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "غيروا الشيب" (١) وأبو بكر وعمر قد خضبا (٢) والمهاجرون (٣)، فهؤلاء لم يتفرغوا لغسلها! ! النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أمر
(١) رواه الإمام أحمد ٢/ ٢٩١، والترمذي (١٧٥٢) من حديث أبي هريرة بهذا اللفظ وبمعناه رواه البخاري (٣٤٦٢)، ومسلم (٢١٠٣) عنه.
(٢) رواه الإمام أحمد ٣/ ٢٢٣، ومسلم (٢٣٤١) من حديث أنس.
(٣) رواه ابن سعد ٣/ ١٩١ بلفظ: فصبغ أبو بكر بالحناء والكتم، وصبغ عمر فاشتد =