فصل: ويَصِحُّ إبْهامُ الإحْرامِ، وهو أن يُحْرِمَ بما أحْرَمَ به فلانٌ؛ لما رَوَى أبو موسى، قال: قَدِمْتُ علَى رسولِ اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهو مُنِيخٌ بالبَطْحاءِ، فقال لى: "بِمَ أهْلَلْتَ؟ ". قلتُ: لَبَّيْكَ بإهْلالٍ كإهْلالِ رسولِ اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. قال: "أحْسَنْتَ". فأمَرَنِى فطُفْتُ بِالبَيْتِ وبالصَّفَا والمَروَةِ، ثم قال: "أحِلَّ" (١٢). مُتَّفَقٌ عليه (١٣). ورَوَى جابِرٌ، وَأنَسٌ، أنَّ عليًّا قَدِمَ من اليَمَنِ على رسولِ اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال له النَّبِى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "بِمَ أهْلَلْتَ؟ " قال: أهْلَلْتُ بما أهَلَّ به رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (١٤). قال جابِرٌ فى حَدِيثِه، قال: "فَاهْدِ، وَامْكُثْ حَرَامًا". وقال أنَسٌ: قال رسولُ اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْلَا أنَّ مَعِى هَدْيًا لَحَلَلْتُ". مُتَّفَق عليهما (١٥). ثم

(١٢) فى النسخ: "حل" والمثبت فى مصادر التخريج.
(١٣) أخرجه البخارى، فى: باب الذبح قبل الحلق، من كتاب الحج، وفى: باب متى يحل المعتمر، من كتاب العمرة، وفى: باب بعث أبى موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع، من كتاب المغازى. صحيح البخارى ٢/ ٢١٢، ٢١٣، ٣/ ٨، ٥/ ٢٠٥. ومسلم، فى: باب فى نسخ التحلل من الإحرام والأمر بالتمام، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٨٩٦. كما أخرجه النسائى، فى: باب الحج بغير نية يقصده المحرم، من كتاب المناسك. المجتبى ٥/ ١٢١، ١٢٢. والدارمى، فى: باب فى التمتع، من كتاب المناسك. سنن الدارمى ٢/ ٣٦. والإمام أحمد، فى: المسند ٤/ ٣٩٥.
(١٤) سقط من: أ.
(١٥) حديث جابر أخرجه البخارى، فى: باب من أهل فى زمن النبى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كإهلال النبى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. . .، من كتاب الحج. صحيح البخارى ٢/ ١٧٣. ومسلم، فى: باب بيان وجوه الإحرام. . .، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٨٨٤.
كما أخرجه النسائى، فى: باب الحج بغير نية يقصده المحرم، وباب إباحة فسخ الحج بعمرة لمن لم يسق الهدى، من كتاب المناسك. المجتبى ٥/ ١٢٢, ١٤٠.
وحديث أنس أخرجه البخارى، فى: باب من أهل فى زمن النبى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كإهلال النبى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. . .، وباب تقضى الحائض المناسك كلها. . .، من كتاب الحج. صحيح البخارى ٢/ ١٧٢، ١٩٦. ومسلم، فى: باب إهلال النبى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهديه، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٩١٤.
كما أخرجه الترمذى، فى: باب حدثنا عبد الوارث. . .، من أبواب الحج. عارضة الأحوذى ٤/ ١٧٩. والإمام أحمد، فى: المسند ٣/ ١٨٥.