الكتاب، فتَحْصُلُ المسائلُ كتَرَاجِم الأبواب.
وبالله أعتصم و (١٧) أسْتعين فيما أقْصِده، وأتوكَّل عليه فيما أَعْتَمِدُه، وإيَّاه أسألُ أن يوفقنا (١٨) ويجعلَ سَعْيَنا مُقرِّبا إليه، ومُزْلِفًا لَدَيْه، بِرَحْمته.
فنقول، وبالله التوفيق (١٨):
(قَالَ أبُو الْقَاسِم عُمَرُ بن الْحُسَيْنِ بنِ عَبد اللَّه بن أحمد الْخِرَقِىُّ، رحمةُ اللهِ عليه):
قال القاضي الإِمام أبو يَعْلَى (١٩)، رحمه اللَّه (٢٠): كان الْخِرَقِىُّ علَّامة، بارعًا في مذهب أبى عبد اللَّه، وكان ذا دِينٍ، وأخا وَرَع.
وقال القاضي أبو الحسين (٢١): كانت له المصنَّفاتُ الكثيرة في المذهب، ولم يُنْشرْ (٢٢) منها إلَّا "المختصر" في الفقه، لأنه خرج من (٢٣) مدينة السَّلام لمَّا ظهر سَبُّ الصحابة بها (٢٤)، وأوْدَع كُتُبَه في دَرْب (٢٥) سليمان، فاحترقت الدارُ والكتبُ فيها (٢٦).
قرأ العِلْمَ علَى مَن قرأَهُ علَى أبى بكر الْمَرُّوذِىّ (٢٧)، وحَرْب الكِرْمانِىّ (٢٨)،
(١٧) سقط من: م.
(١٨) سقط من: الأصل.
(١٩) يعني أبا يعلى محمد بن الحسين بن محمد، ابن الفراء، الحنبلى، عالم زمانه في الأصول والفروع، المتوفى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
ترجمه ولده ترجمة حافلة في طبقات الحنابلة ٢/ ١٩٣ - ٢٣٠.
(٢٠) لم ينقله ابن أبي يعلى، في ترجمته في الطبقات ٢/ ٧٥ - ١١٨.
(٢١) محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف الفراء، ابن أبي يعلى، أي في طبقات الحنابلة ٢/ ٧٥.
(٢٢) في الطبقات: "ينتشر".
(٢٣) في الطبقات: "عن".
(٢٤) لم ترد في الطبقات.
(٢٥) في م: "دار"، والمثبت في: الأصل، والطبقات.
(٢٦) في الطبقات: "فاحترقت الدار التي كانت فيها الكتب ولم تكن انتشرت لبعده عن البلد".
(٢٧) أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذى، كان أجل أصحاب الإمام أحمد، وهو الذي تولى إغماضه لما مات وغسله، وروى عنه مسائل كثيرة، توفى سنة خمس وسبعين ومائتين. طبقات الحنابلة ١/ ٥٦ - ٦٣، العبر ٢/ ٥٤.
(٢٨) أبو محمد حرب بن إسماعيل بن خلف الحنظلى الكرمانى، رجل جليل، كان يكتب بخطه مسائل سمعها من =