باب أدب (٤) المَشْىِ إلى الصلاة

يُسْتَحَبُّ للرَّجُلِ، إذا أقْبَلَ إلى الصلاةِ، أن يُقْبِلَ بِخَوْفٍ ووجَلٍ وخُشُوعٍ وخُضُوعٍ، وعليهِ السَّكِينَةُ والوَقَارُ، وإنْ سَمِعَ الإِقامةَ لم يَسْعَ إليها؛ لمَا رَوَى أبو هُرَيْرَة، عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال: "إذَا سَمِعْتُم الإِقَامَةَ فَامْشُوا وعَلَيْكُم السَّكِينَةُ وَالوَقَارُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، ومَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا". وعن أبي قَتادةَ، قال: بَيْنَما نحن مع رسولِ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ، فلمَّا صَلَّى، قالَ: "مَا شَأْنُكُمْ" قالوا: اسْتَعْجَلْنَا إلى الصَّلاةِ. قال: "فَلَا تَفْعَلُوا، إذَا أَتَيْتُمْ (٥) الصَّلَاةَ فَعَلَيْكُم السَّكِينَةُ، فمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا ومَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا". مُتَّفَقٌ عليهِما (٦). وفِي رِوايةٍ "فَاقْضُوا" (٧). قال الإِمامُ أحمدُ: لا (٨) بأْسَ إذا طَمِعَ أنْ يُدْرِكَ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى أنْ يُسْرِعَ شيئًا، ما لمْ يكنْ عَجَلَةً تَقْبُحُ، جاءَ الحديثُ

(٤) في م: "آداب".
(٥) في م زيادة: "إلى".
(٦) الأول أخرجه البخاري، في: باب لا يسعى إلى الصلاة وليأت بالسكينة. . . إلخ، من كتاب الأذان، وفى: باب المشى إلى الجمعة، من كتاب الجمعة. صحيح البخاري ١/ ١٦٤، ٢/ ٩. ومسلم، في: باب استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة، من كتاب المساجد. صحيح مسلم ٢/ ٤٢٠، ٤٢١. كما أخرجه أبو داود، في: باب السعى إلى الصلاة، من كتاب الصلاة. سنن أبي داود ١/ ١٣٥. والترمذي، في: باب ما جاء في المشى إلى المسجد، من أبواب الصلاة. عارضة الأحوذى ٢/ ١٢٣. والنسائي، في: باب السعى إلى الصلاة، من كتاب الإِمامة. المجتبى ٢/ ٨٨. وابن ماجه، في: باب المشى إلى الصلاة، من كتاب المساجد. سنن ابن ماجه ١/ ٢٥٥، والدارمى، في: باب كيف يمشى إلى الصلاة، من كتاب الصلاة. سنن الدارمي ١/ ٢٩٤. والإِمام مالك، في: باب ما جاء في النداء للصلاة، من كتاب الصلاة. الموطأ ١/ ٦٨، ٦٩. والإِمام أحمد، في: المسند ٢/ ٢٣٧، ٢٣٨، ٢٣٩، ٢٧٠، ٣١٨، ٣٨٢، ٤٥٢، ٤٦٠، ٤٧٢، ٤٨٩، ٥٢٩، ٥٣٢، ٥٣٣.
والثانى أخرجه البخاري، في: باب قول الرجل فاتتنا الصلاة، من كتاب الأذان. صحيح البخاري ١/ ١٦٣. ومسلم، في: الباب السابق. صحيح مسلم ٢/ ٤٢٢. والدارمى، في الباب السابق.
(٧) وهى عند أبي داود، في الباب السابق، الموضع السابق.
(٨) في م: "ولا".