وقال الأصمعي: «تقول العرب: شهر ثرى, وشهر ترى, وشهر مرعى, وشهر استوى» فأما قولهم شهر ثرى / فهو أول ما يكون المطر فتبتل منه الأرض, فتمكث شهرا ترابا رطبا, فذلك قولهم «ثرى» ثم يطلع النبات فى الشهر الثانى, فتراه, فهو قولهم «ترى» , ثم يطول بقدر ما يمكن النعم أن ترعاه فى الشهر الثالث, فذلك قولهم «مرعى» , ثم يستوى ويتم فى الرابع, فذلك قولهم «استوى». ويقال ثرى التراب يثريه تثرية إذا ندى التراب, ويقال ثر هذا المكان أى بله.
وقال الأصمعى: ويقال: بنو فلان مثرون إلى اليوم, إذا بقى الثرى فى أرضهم. وقال أبو زيد والأصمعى يقال «ما بينى وبين فلان مثر» أى لم ينقطع, وأصله لم ييبس الثرى بينى وبينه. قال جرير:
فلا توبسوا بينى وبينكم الثرى ... فإن الذى بينى وبينكم مثرى
«وقال جرير: إنى لأدع الرجز مخافة أن يستفرغنى. وإنى لأراه كآثار الخيل فى اليوم الثرى» أى الندى.
ويقال: أرض ثرية فيها ثرى, ويقال: بدا ثرى الماء من أعطاف الفرس, إذا ندى بعرفه, قال طفيل الغنوى:
يذدن ذياد الخامسات وقد بدا ... ثرى الماء من أعطافها المتحلب
وقال بعض اللغويين: يقال: فلان قريب الثرى أى (قريب» الخير, وأنشد: