هذا باب ما يعرف من المقصور بالقياس
قال أبو على: اعلم أن المقصور كل حرف من بنات الياء والواو وقعت ياؤه أو واوه بعد حرف مفتوح فأبدل الألف مكانها, ولم يدخله نصب ولا جر ولا رفع.
فأشياء يعلم أنها مقصورة بنظائرها من الصحيح:
وذلك مثل: معطى ومشترى وأشباههما لأن معطى مثل مكرم, ومشترى مثل معترك, وقعت الياء فيهما بعد حرف مفتوح فأبدلت ألفًا, كما وقعت الكاف والميم فى معترك ومكرم بعد حرف مفتوح, وصارت الطاء من معطى والراء من مشترى مفتوحتين بمنزلة الراء من معترك ومكرم فدلك مكرم وهو مفعل على أن معطى مقصور, لأنه مفعل مثله, ودلك معترك وهو مفتعل على أن مشترى مقصور, لأنه مفتعل كما أنه مفتعل.
ومثل معزى وملهى وأشباههما لأن معزى وملهى مثل مخرج ومدخل وقعت الواو فيهما بعد حرف مفتوح فأبدلت ألفًا كما أن جيم واللام من مخرج ومدخل وقعنا بعد حرف مفتوح فصارت الزاى من مغزى والهاء من ملهى بمنزلة الراء من مخرج والخاء من مدخل فذلك مدخل ومخرج على أن معزى وملهى مقصوران لأنهما مفعل كما أنهما مفعل.
ومثل المفعول من سلقيته وهو مسلقى ومسلنقى مقصور لأنه لا يكون فى نظائره من الصحيح مكان ما قبل هذه الألف التى أبدلت من الياء إلا حرف مفتوح. وكذلك كل شئ من بنات الياء والواو كان مصدرا لفعل يفعل وكان الاسم أفعل مثل عشى يعشى عشا فهو أعشى, وعمى يعمى عمى فهو أعمى, لأن نظيره من الصحيح فعل يفعل فعلًا فهو أفعل مثل حول يحول حولًا فهو أحول, وأدر يأدر أدرا فهو آدر, وشتر يشتر شترًا فهو أشتر, وقرع يقرع قرعًا فهو أقرع, وصلع يصلع صلعًا فهو أصلع, وشبهه, فدلتنا هذه الحروف على أن عمى وعشا مقصوران كما دلك نظير معطى ومشترى من الصحيح أنهما مقصوران.