حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانَ الْوَاسِطِيُّ ، قَالا : ثنا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمَ ، ثنا الأَزْهَرُ بْنُ سِنَانٍ ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ قُرَّةَ ، قَالَ : ذَهَبْتُ لأُسْلِمَ حِينَ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُدْخِلَ مَعِيَ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً فِي الإِسْلامِ ، فَأَتَيْتُ الْمَاءَ حَيْثُ مُجَمِّعِ النَّاسِ ، فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي الْقَرْيَةِ الَّذِي يَرْعَى أَغْنَامَهُمْ ، فَقَالَ : لا أَرْعَى لَكُمْ أَغْنَامَكُمْ ، قَالُوا : لِمَ ؟ ، قَالَ : يَجِيءُ الذِّئْبُ كُلَّ لَيْلَةٍ فَيَأْخُذُ الشَّاةَ ، وَصَنَمُنَا هَذَا قَائِمٌ ، لا يَضُرُّ وَلا يَنْفَعُ ، وَلا يُغَيِّرُ ، وَلا يُنْكِرُ ، فَرَجَعُوا ، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُسْلِمُوا ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا جَاءَ الرَّاعِي يَشْتَدُّ ، وَهُوَ يَقُولُ : جَاءَ الْبُشْرَى ، جَاءَ الْبُشْرَى ، جَاءَ الذِّئْبُ فَهُوَ بَيْنَ يَدَيِ الصَّنَمِ مَقْمُوطًا ، فَذَهَبْتُ مَعَهُمْ ، فَقَبَّلُوهُ وَسَجَدُوا لَهُ ، وَقَالُوا : هَكَذَا فَاصْنَعْ ، فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، فَقَالَ : " عَبَثَ بِهِمُ الشَّيْطَانُ " .