حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ ، وَأَبُو زَيْدٍ الْحُوطِيَّانِ , قَالا : ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الأَشْعَرِيِّ ، حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ غَزَا تَبُوكًا ، فَأَدْلَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَدْلَجْنَا مَعَهُ ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ ، ثُمَّ اغْتَدَا وَغَدَوْنَا مَعَهُ ، فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَفَرَّقَتِ الرِّفَاقُ وَالإِبِلُ تَأْكُلُ عَلَى أَفْوَاهِهَا ، وَعَلَيْهِ رِدَاءٌ نَجْرَانِيٌّ ، فَلَمَحْتُ عَيْنَيْ حَلْقَةِ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَائِمٌ ، وَأَنَا أَحْسِبُ أَنَّهُ سَيَنْزِلُ عَلَيْهِ ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ تَنَادَلَتْ نَاقَتِي رَنَّةً فَأَفْسَدَتْهَا ، فَالْتَوَى فِرْسَنُها ، فَفَزِعَتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَرْعِهَا ، وَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَالْتَفَتَ فَأَبْصَرَنِي ، فَقَالَ : " يَا مُعَاذُ " ، قُلْتُ : " نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " ادْنُ " ، فَدَنَوْتُ ، فَقَالَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، فَدَنَوْتُ حَتَّى تَحَالَّتِ الرَّاحِلَتَانِ ، فَقَالَ مُعَاذٌ : فِي نَفْسِي كَلِمَةٌ قَدْ أَخَذَتْنِي وَأَمْرَضَتْنِي لَمْ أَسْأَلْكَ عَنْهَا ، وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَسْأَلُكَ عَنْهَا ، قَالَ : " سَلْنِي يَا مُعَاذُ " ، قُلْتُ : حَدِّثْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ عَنْ عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ، قَالَ : " بَخٍ بَخٍ ، قَدْ سَأَلْتَ عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ ، إِلا أَنَّهُ يَسِيرٌ : تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ ، وَتَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ " .