وأن حسن البنا عندما تقدم مرشحاً لإنتخابات البرلمان كان وكيله الذي يمثله في مقر أحد اللجان الانتخابية رجلا قبطيا.
وأن البنا لما اغتيل ومنعت الحكومة أن يشيع في جنازة لم يمش وراء نعشه إلا رجلان هما والده ومكرم عبيد السياسى النصرانى.
وأذكر أننا كنا ونحن طلاب نزور جمعيات الشبان المسيحية لنتحدث عن موقف الإسلام من النصرانية فنخرج وقد شعرنا أنهم أقرب الناس مودة.
وشهادة ثانية:
شكل مكتب إرشاد الجماعة لجنة سياسية عليا برئاسة وكيل الجماعة وعضوية سكرتير الجماعة وعضو من أعضاء مكتب الإرشاد و٩ أعضاء آخرون منهم ثلاثة من كبار الأقباط هم الأستاذ وهيب بك دوس المحامى والأستاذ لويس فانوس عضو مجلس النواب والأستاذ كريم ثابت الصحفي الكبير.
وثالثه:
أرسل الإمام حسن البنا رسالة تهنئة إلي توفيق دوس بمناسبة انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ المصرى رد عليها دوس بتهنئة بمناسبة صدور (جريدة الإخوان المسلمون) اليومية وتأكيده علي نزعة الإخوان القومية.
ورابعة:
رد توفيق غالي من أقباط مصر علي مقالات لسلامة موسى في عهد الإمام حسن البنا اتهم فيها موسى الإخوان بأنهم يثيرون الفتن الطائفية وقد أكد توفيق غالي في رده:“ إنى أعترف بأنهم (الإخوان المسلمون) أشرف الجماعات مقصدا, وأنبلهم خلقا, ولن اقدم دليلا إلا أن شعبتهم يجاروها المسيحيون من كل جانب, ومع ذلك لم نر منهم إلا كل أدب وتقدير لإخوانهم المسيحيين وأن شعبتهم بقسم الصيادين الزقازيق تجاور الكنيسة ولا ينظرون إليها إلا بكل احترام”.
حسن الهضيبي
ولم تتوقف هذه السياسة بعد استشهاد الإمام حسن البنا وبل التزم بها الإخوان المسلمون دينا وأصلا, فكان مرشدوا الإخوان: حسن الهضيبي وعمر التلمساني ومحمد حامد أبوالنصر علي نفس السياسة ونفس المنوال....
ففي كتاب (حسن الهضيبي الإمام الممتحن) ذكر الأستاذ جابر رزق رحمه الله تحت عنوان (مع خلطائه المسيحيين) :
" وكانت باكورة ولايته القضاء في مدينة جرجا من صعيد مصر, حيث تعلو في الطبقة المثقفة نسبة المسيحيين الذين تهئ لهم مراكزهم وثقافتهم الاختلاط بقاضي المدينة من كبار الموظفين.. فإذا بهم يلتفون حوله , ويحيطونه بفيض من مشاعر الحب والتقدير ويعلنون أنهم يحسدون عليه إخوانهم المسلمين ويتمنون لو كان في طائفتهم مثله.
عمر التلمساني
وقد نشرت (مجلة الدعوة) في عددها الرابع عشر الصادر في شعبان ١٣٩٧هـ تحت عنوان (وأين نصيبنا من هذا الحب) السطور التالية لمرشدنا الراحل عمر التلمساني رحمه الله:
" إن القول بأن الإخوان يقوم تشكليهم علي أساس دينى يسبب الفرقة قول يرده الواقع ويدحضه الكثير من الحجج والبراهين:
أولا: الأمة المصرية تتكون من ديانتين أساسيتين الإسلام والمسيحية, وبلغ التسامح الدينى بالأغلبية المسلمة أن كان من رؤسائها ووزرائها مسيحيون, وكان يرأس مجلس النواب مسيحى..."
ثانيا: قامت جماعة الإخوان عام ١٩٢٨ م فلم يثبت في تاريخها يوما من الأيام أنها دعت إلي فرقة أو عطفت بعنصرية دينية أو نادت يحرمان غير المسلمين ممن يستمتع به المسلمون بل كان القسس يحضرون احتفالاتها, ويلقون فيها كلماتهم من وجهة نظرهم لا من وجهة نظر الإخوان المسلمين ولم يعترض عليهم أو يقاطعهم أحد.
ثالثا: كيف يكون التشكيل الرسمى للإخوان مدعاة إلي التفريق بين أفراد الأمة وهم لا يحرمون علي مسيحى أن يبتنى كنيسة, أو أن يشتغل بوظيفة أو أن يؤدى شعائره الدينية آمنا مطمئنا إذا طالب المسيحيون بحزب مسيحى فما الخوف من ذلك؟ أليس هذا واقع المة فعلا: مسلمون ومسيحيون وكل ينادى بصلاحية دينه وإصلاح المجتمع؟
محمد حامد أبو النصر
س- العلاقة مع الأقباط تشغل بال كثيرين لدرجة أن عددا من أحزاب المعارضة بدأ يتسابق للحصول علي أصواتهم عل تتصورن تعاونا بين الإخوان والأقباط في الانتخابات؟
ج-علاقاتنا بالأقباط كانت وما زالت طيبة , علي مدى السنوات السبعين الماضية منذ نشأة الجماعة لم يقع حادث يعكر صفوها وكان للإمام حسن البنا مستشارين من الأقباط وكان عدد من الأقباط يحرص علي حضور محافل الجماعة وحين أبعد الإمام البنا إلي قنا كتب القساوسة هناك مذكرات إلي الحكومة تنصفه.
س- هل توافقون علي إنشاء الأقباط حزبا سياسيا خاصا بهم؟
ج_ الحزب السياسى أهم أهدافه الوصول إلي لسلطة والحكم بمقتضى منهج, فهل تعتقد أن الأقباط وهم نحو خمسة في المائة من أبناء مصر يسعون إلي ذلك؟ إن مثل هذه الادعاءات ظهرت في الفترة الأخيرة لتبرير محارية الجماعة والواقع يكذب هذه الادعاءات فمع حرية إنشاء الأحزاب لم يفكر الأقباط في إنشاء حزب في الأربعينات حين كانت الجماعة منتشرة في كل أنحاء مصر ومع ذلك نرحب بحزب الأقباط إذا شاءوا.
مصطفي مشهور
س- إذ وافقت لكم الحكومة بحزب إسلامي سيطالب الأقباط بحزب مما يرشح لوقع فتنة طائفية؟