ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى الْمُخْتَارِ سَيِّدِنَا
... مُحَمَّدٍ خَيْرِ أَهْلِ الْعُجْمِ وَالْعَرَبِ
إِذَا تَكَرَّرَ مُسْتَثْنًى نَظَرْتَ إِلَى
... مَعْنَاهُ يُوصِلُكُ الْمَعْنَى إِلَى الْأَرَبِ
فَحَيْثُ أَمْكَنَ فِي كُلٍّ لِسَابِقِهِ
... فَاجْعَلْهُ مِنْهُ بِلَا رَيْبٍ وَلَا نَصَبِ
وَهَذِهِ الْآيَةُ الْغَرَّاءُ مِنْهُ فَخُذْ
... فَصْلَ الْخِطَابِ وَكُنْ فِي الْحَرْبِ ذَا أُهَبِ
فَأَوَّلٌ مُخْرَجٌ مِنْ مُجْرِمِينَ عُدُّوا
... لِآلِ لُوطٍ فَلَا جُرْمَ لِآلِ نَبِي
وَالثَّانِي يَنْفِي مِنَ الْإِنْجَاءِ مَرْأَتَهُ
... هَذَا الْجَوَابُ عَنِ الْأَشْيَاخِ وَالْكُتُبِ
وَابْنُ السُّيُوطِيِّ يَرْجُو عَفْوَ خَالِقِهِ
... وَأَنْ يَكُونَ بِخَيْرِ الْخَلْقِ ذَا سَبَبِ
سُورَةُ النَّحْلِمَسْأَلَةٌ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} النحل: 18 هَلِ الْمُرَادُ بِهَا جِنْسُ النِّعْمَةِ أَوِ النِّعْمَةُ الْوَاحِدَةُ؟
الْجَوَابُ: أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا الْجِنْسُ، وَمِمَّنْ جَزَمَ بِهِ مِنْ أَهْلِ التَّدْقِيقِ الرَّاغِبُ فِي مُفْرَدَاتِهِ، ومحمود بن حمزة الكرماني فِي غَرَائِبِهِ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ أَنَّ النِّعْمَةَ الْوَاحِدَةَ لَوْ عُدَّ مَا يَتَشَعَّبُ عَنْهَا مِنَ النِّعَمِ لَمْ يُحْصَ، وَهَذَا أَدَقُّ مَعْنًى وَالْأَوَّلُ أَوْفَقُ لِمُرَادِ الْأَلْفَاظِ وَمَوَارِدِ اللُّغَةِ.
سُورَةُ الْإِسْرَاءِمَسْأَلَةٌ:
مَاذَا جَوَابُ إِمَامٍ مُفْرَدٍ شُهِرَتْ
... آيَاتُهُ كَاشْتِهَارِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ
إِذْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ مَنْ يُحْصِي فَضَائِلَهُ
... فِي الْعَصْرِ بَلْ لَيْسَ ذَا فِي قُدْرَةِ الْبَشَرِ
فِيمَا قَرَأْنَاهُ فِي الِاسْرَا وَبَانَ لَنَا
... مَعْنَاهُ فِي مُحْكَمِ الْآيَاتِ وَالسُّوَرِ
بِأَنَّ لَا شَيْءَ فِي الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا
... إِلَّا يُسَبِّحُ فِي حَمْدٍ لِمُقْتَدِرِ
وَقَوْلِ أَحْمَدَ طَهَ حَيْثُ مَرَّ عَلَى
... قَبْرَيْنِ قَدْ عُذِّبَا فِي غَايَةِ الضَّرَرِ
وَشَقَّ غُصْنًا رَطِيبًا ثُمَّ أَوْدَعَ فِي
... كُلٍّ نَصِيبًا كَمَا قَدْ جَاءَ فِي الْأَثَرِ
وَقَالَ تَسْبِيحُ هَذَا الْغُصْنِ غَايَتُهُ
... يَبَسًا يَحِلُّ بِهِ يَنْفِيهِ عَنْ نَظَرِ