مَنِ اجْتَبَاهُ وَآتَاهُ خَصَائِصَ لَا
تُحْصَى بِعَدٍّ وَلَا تُرْمَى بِتَوْهِينِ
... وَلَمْ يَزَلْ شَرْعُهُ يَعْلُو بِمُجْتَهِدٍ
يَقُومُ حِفْظًا لَهُ فِي كُلِّ مَا حِينِ
... وَكُلُّ قَرْنٍ أَتَى فِي رَأْسِهِ رَجُلٌ
يُقِيمُهُ اللَّهُ فِي التَّجْدِيدِ لِلدِّينِ
... نَعَمْ وَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ مُجْتَهِدُ الْ
عَصْرِ الْأَخِيرِ عَلَى رَغْمِ الشَّيَاطِينِ
... أَقُولُ ذَلِكَ تَحْدِيثًا بِنِعْمَتِهِ
لَا أَقْصِدُ الْفَخْرَ أَوْ صُنْعَ الْمُرَائِينِ
... نَعَمْ وَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ يُغْدَقُ بِي
فَتْحُ الْمَغَالِقِ مَعْ حَلِّ الْعَوِيصِينِ
... إِذَا بَدَا مُشْكِلٌ فِي الْعِلْمِ أُقْصَدُ فِي
إِيضَاحِهِ فَأُوَفِّيهِ بِتَبْيِينِ
... إِنْ شِئْتُ نَقْلًا فَأَرْوِي فِيهِ أَبْحُرَهُ
أَوِ الدَّلِيلَ فَآتِي بِالْبَرَاهِينِ
... دَعْ ذَا وَعُدَّ لِعِلْمٍ أَوْ لِفَائِدَةٍ
وَاحْفَظْ جَوَابَ سُؤَالَاتٍ بِتَمْكِينِ
... كَتَبْتُهَا سُرْعَةً فِي سَاعَتَيْنِ كَمَا
كَتَمْتُهَا غَيْرَةً لِلْعِلْمِ وَالدِّينِ
... وَهَذِهِ سَرْدُهَا لِلنَّاظِرِينَ فَمَا
يُغَبَّشُ الشَّمْسَ إِلَّا طَامِسُ الْعِينِ
... الْوَعْدُ فِي آيَةِ الْأَحْزَابِ يَرْجِعُ لِلْ
مَجْمُوعِ لَا الْفَرْدِ لِلتَّعْظِيمِ فِي دِينِ
... وَرُؤْيَةُ اللَّهِ خُذْ عَنِّي مُحَرَّرَهَا
وَدَعْ أُولِي الْجَهْلِ وَالتَّخْبِيطِ وَالشِّينِ
... كُلُّ الْأَنَامِ يَرَوْهُ فِي الْقِيَامَةِ مِنْ
إِنْسٍ وَجِنٍّ مَعَ الْأَمْلَاكِ بِالْعِينِ
... وَفِي الْجِنَانِ يَرَاهُ الْقَوْمُ فِي جَمْعٍ
وَلِلنِّسَا رُؤْيَةٌ فِي يَوْمِ عِيدِينِ
... نَعَمْ وَيَخْتَصُّ صِدِّيقَاتُنَا بِزِيَا
دَاتٍ عَلَيْهِمْ كَمَاذَا لِلْوَلِيِّينِ
... وَالْجِنُّ فِيهِمْ خِلَافٌ وَالَّذِي نَرَهُ
بِأَنْ لَهُمْ رُؤْيَةٌ بَعْضَ الْأَحَايِينِ
... وَبِضْعَةٌ مَعَ عَشْرٍ عِنْدَنَا نَقَلُوا
فِي آيَةٍ هِيَ أَرْجَى لِلْمُنِيبِينِ
... قُلْ يَا عِبَادِي جَرَى فِيمَا يُضَادِدُهَا
وَمُنْتَهَى زُلْزِلَتْ أُخْرَى بِتَعْيِينِ
... قِدَمًا شَرَى اللَّهَ نَفْسُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى
عِلْمٍ وَإِذْ نَزَلَتْ أَحْدَاثُ تَكْوِينِ
... وَالرُّوحُ إِذْ بُذِلَتْ لِلْقَتْلِ أَنْفُسُهُمْ
وَالْمَالُ لِلْبَذْلِ كَانَا حَقَّ تَثْمِينِ
... وَالْقَلْبُ لَيْسَ لَهُ مَعْنًى يُخَصُّ بِهِ
وَالنَّفْسُ مُغْنِيَةٌ عَنْهُ بِتَسْكِينِ
... إِذِ الْقُلُوبُ مَحَلُّ الرُّوحِ مَسْكَنُهَا
وَالرُّوحُ نَفْسٌ وَإِنْ قَدَّرْتَ نَفْسِينِ
... فَحَيْثُ كَانَتْ نُفُوسُ الْقَوْمِ بَاذِلَةً
كَانَ الْوِعَاءُ لَهَا مُلْغًى عَنِ الْعِينِ
... وَالْخُلْفُ فِي الشَّرْقِ مَعْ غَرْبٍ وَفَضْلُ سَمَا
وَالْأَرْضُ قَدْ شَاعَ مَا هَذَا بِمَكْنُونِ
... وَلَيْسَ عِنْدِيَ تَرْجِيحٌ بِذَيْنِ لِمَا
فِيهِ تَعَارُضُ مَدْلُولِ الدَّلِيلِينِ