وَمَا فِي جِنَانِ الْخُلْدِ ذُو لِحْيَةٍ يُرَى
... سِوَى آدَمَ فِيمَا رَوَيْنَاهُ فِي الْأَثَرِ
وَمَا جَاءَ فِي هَارُونَ فَالذَّهَبِيُّ قَدْ
... رَأَى ذَلِكَ مَوْضُوعًا فَكُنْ صَيْقَلَ الْفِكْرِ
وَلَمْ أَرَ فِي أَمْرِ الْجِمَالِ مُخَبِّرًا
... مِنَ النَّقْلِ وَالْآثَارُ لَيْسَتْ مَدَى حَصْرِ
وَمُطَلِّقٌ حِينَ لَحْظَةٍ ثُمَّ مَنْ دَعَا
... لِمَيِّتِهِ فِي الْخَتْمِ لَيْسَ بِذِي نُكْرِ
وَعَنْ ضَرْبِ وَجْهٍ صَحَّ نَهْيٌ لِفَضْلِهِ
... وَفِي الصُّورَةِ التَّأْوِيلُ غَيْرُ أُولِي الْخُبْرِ
عَلَى أَوْجُهٍ شَتَّى حَكَاهَا مُحَقِّقُو
... أُولِي السُّنَّةِ الْغَرَّاءِ أُيِّدْتَ بِالنَّصْرِ
فَأَسْلَمُهَا إِذْ لَا تَكُونُ مُفَوِّضًا
... إِضَافَةُ تَشْرِيفٍ كَرُوحِي وَمَا يَجْرِي
كَمَا قِيلَ بَيْتُ اللَّهِ أَوْ نَاقَةٌ لَهُ
... أُضِيفَتْ فَفِي هَذَاكَ مَقْنَعُ ذِي ذِكْرِ
وَأَمَّا حَدِيثُ الْيُمْنِ فِي اللَّائِي بَكَّرَتْ
... بِأُنْثَى فَوَاهٍ لَا يَصِحُّ فَطِبْ وَادْرِي
وَأَوْلَادُ أَهْلِ الْكُفْرِ قَبْلَ بُلُوغِهِمْ
... فَأَمْرُهُمُ لِلَّهِ فَهْوَ الَّذِي يَدْرِي
فَذَا الْقَوْلُ صَحِّحْهُ وَصَحَّحَ بَعْضُهُمْ
... بِأَنَّهُمُ فِي جَنَّةٍ مَعْ أُولِي الْبِرِّ
فَهَذَا جَوَابُ ابْنِ السُّيُوطِيِّ رَاجِيًا
... نَوَالًا مِنَ الرَّحْمَنِ فِي مَوْقِفِ الْحَشْرِ
مَسْأَلَةٌ:
أَيَا عَالِمًا قَدْ فَازَ بِالرُّشْدِ سَائِلُهْ
... أَوَاخِرُ أَهْلِ الْعِلْمِ صَارَتْ أَوَائِلَهْ
جَوَابُكَ فِي قَوْلٍ بِمُخْتَصَرٍ نَمَى
... إِلَى زَاهِرٍ عَمَّا حَكَى فِيهِ قَائِلُهْ
بِأَنَّ سُلَيْمَانَ النَّبِيَّ بَدَا لَهُ
... نَوَارِيزُ أَعْيَادٍ أَتَتْهَا فَعَائِلُهْ
وَتَجْتَمِعُ الْأَجْنَاسُ فِيهَا بِجَمْعِهِمْ
... وَتُهْدِي هَدَايَا لِلنَّبِيِّ تُقَابِلُهْ
وَإِنَّ بِوَقْتٍ قَدْ هَدَتْ فِيهِ نَمْلَةٌ
... لَهُ نَبْقَةً لَمْ تَكْتَرِثْهَا شَمَائِلُهْ
فَقَالَتْ بِكَسْرِ الْقَلْبِ تَبْغِي قَبُولَهَا
... وَتَذْكُرُ مَا أَبْقَى إِلَيْهَا تُمَايِلُهْ
عَلَى الْمَرْءِ حَقٌّ فَهْوَ لَا بُدَّ فَاعِلُهْ
... وَإِنْ عَظُمَ الْمَوْلَى وَجَلَّتْ فَضَائِلُهْ
أَلَمْ تَرَنَا نُهْدِي إِلَى اللَّهِ مَالَهُ
... وَلَوْ كَانَ عَنْهُ ذَا غِنًى فَهْوَ قَابِلُهْ
وَلَوْ كَانَ يُهْدَى لِلْجَلِيلِ بِقَدْرِهِ
... لَقَصَّرَ مَاءَ الْبَحْرِ عَنْهُ مَنَاهِلُهُ
وَأَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ أَوْحَى لَهُ إِذَنْ
... أَنِ اقْبَلْ فَقَدْ أَبْكَى الْمَقَالُ وَقَائِلُهْ
لِأَهْلِ السَّمَا وَالْأَرْضِ هَذَا مَقَالَةٌ
... بِمُخْتَصَرٍ قُلْنَاهُ مَعْنًى تُفَاصِلُهْ
فَهَلْ فِي اعْتِرَاضٍ فِي مَقَالَةِ قَائِلٍ
... وَلَوْ كَانَ عَنْهُ ذَا غِنًى فَهْوَ قَائِلُهْ
وَهَلْ تُحْتَمَلْ لَوْ لِلْغِنَى أَوْ لِغَيْرِهِ
... أَبِنْ عَالِمًا فِي الدَّهْرِ ضَاءَتْ دَلَائِلُهْ
وَوَالِدُ خِضْرٍ فِي الْوَرَى يَعْلَمُ اسْمَهُ
... وَإِنْ تَعْلَمُوا هَذَا فَمَاذَا قَبَائِلُهْ