وأنشدنا له أيضًا:
هل ترى من ظُعُن باكرة
... يتطلعْنَ من النجد أُسُرْ1
ولم يقل أُسُرا. هكذا روينا عنه.
قال: وسمعنا بعض العرب الفصحاء من بني حنظلة2 ينشد:
لما رأَتْ في ظهري انحناءْ
... والمشيَ بعد قَعَسٍ إحناءْ
أَجْلَتْ وكان حبُّها إجلاءْ
... وجعلَتْ نصفَ غَبُوقي ماءْ
ثم تقولُ من بعيدٍ هاءْ
... دحرجةً إن شئتَ أو إلقاءْ3
قال: فوقف على هذا كله بغير ألف.
فإن جاز للفراء أن يحتج في دخول النون في الرجلان بقول من قال: رأيت الرجلا، جاز أيضًا لآخر أن يفسد أصل مذهبه في النكرة في قولهم عندي رجلان، بأن من العرب من يقف على المنصوب المنون بغير ألف، فيقول: رأيت محمدْ، وكلمت جعفرْ، وبهذه الأبيات التي أنشدناها وغيرها.
بل يقول: أنا أولى بالقول من الفراء لكثرة ما جاء عنهم من ضربتُ رجلْ، وقلة ما جاء عنهم من ضربتُ الرجلا.