ويقوي مذهب الكسائي فى أن خظاتا معناه خظتا، وأنه أجرى الحركة العارضة مجرى الحركة اللازمة على ما قدمنا ذكره.
إلا أن للفراء أن يحتج لقوله ببيت أبي داود:
ومَتْنانِ خَظاتَانِ
... كزُحْلُوفٍ من الهَضْبِ1
فهذا يقوي أن خظاتا تقديره خظاتان. وأنشدوا بيتًا آخر، وهو قوله2:
لنا أَعْنزٌ لُبْنٌ ثلاثٌ فبعضُها
... لأولادها ثِنْتا، وما بيننا عَنْزُ3
يريد: ثنتانِ، فحذف النون.
فأما من ذهب إلى أن النون في التثنية عوض من التنوين وحده، وأنها إنما تثبت مع لام المعرفة لأنها بحركتها أقوى من التنوين، فيفسد قوله عندي لأنه لم يعوض من الحركة شيئًا.
وقد دلت الدلالة الصحيحة عندنا على أن ألف التثنية ليس فيها تقدير حركة في معناها، كما أنها ليست موجودة في لفظها، وإذا كان ذلك كذلك، وكان الاسم المثنى معربًا كما كان الواحد معربًا، فقد يجب أن يعوض من حركة إعرابه، فلهذا قلنا: إن النون في التثنية عوض مما منع الاسم من الحركة والتنوين جميعًا، وهذه النون مخففة أبدًا نحو رجلان وامرأتان،
فأما قولهم هذان و {فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ} القصص: 32 4 واللذان، فإنما ثقلت في هذه المواضع لأنهم عوضوا بثقليها من حرف محذوف، أما في هذان فهي عوض من ألف ذا، وكذلك هي في اللذان عوض من ياء الذي، وهي في ذانك عوض من لام ذلك، وقد يحتمل أيضًا أن تكون عوضًا من ألف ذلك.