أعرف منها الأنف والعَيْنانا
... ومَنْخَرَيْنِ أشبها ظبيانا1
وروينا عن قطرب لامرأة من فَقْعَس2:
يارُبَّ خالٍ لك من عُرَيْنَهْ
... حجَّ على قُلَيِّصٍ جُوَيْنَهْ
فَسْوَتُهُ لا تنقضي شَهْرَيْنَهْ
... شَهْرَيْ رَبِيعِ وَجُمادَيَيْنَهْ3
وقد حكي أن منهم من ضم النون في نحو الزيدان والعمران، وهذان من الشذوذ بحيث لا يقاس غيرهما عليهما. فهذه حال نون التثنية والجمع الذي على حد التثنية، ولم يتقصَّ أحد من أصحابنا القول عليها هذا التقصي، ولا علمته أشبعه هذا الإشباع.
واعلم أن النون قد زيدت علامة للصرف، وهي المسماة تنوينًا، وذلك نحو قولك هذا رجلٌ وغلامٌ، ورأت رجلا وغلامًا، ومررت برجلٍ وغلامٍ. وهذا التنوين هو نون في الحقيقة، يكون ساكنًا ومتحركًا، فالساكن نحو زَيْدُنْ، زَيْدَنْ، زَيْدِنْ، فهذه حاله أبدًا يكون ساكنًا فيها لأنه حرف جاء لمعنى في آخر الكلمة نحو نون التثنية، والجمع الذي على حد التثنية، وألف الندبة، وهاء تبيين الحركة، ولم تقع أولا فيلزم أن تحرك نحو واو العطف وفائه وهمزة الاستفهام ولام الابتداء وغير ذلك. ولا يحرك التنوين إلا في موضعين:
أحدهما: أن يحرك لالتقاء الساكنين، نحو: هذا زيدُنِ العاقل، ورأيتُ محمدَنِ الكريم، ونظرتُ إلى جعفرنِ الظريف. وكذلك قولهم في الإنكار: أَزَيْدَنِيهْ، كسروا التنوين لسكونه وسكون حرف المد بعده.