وقول الآخر رويناه عن قطرب1:
وأشربُ الماء ما بي نحوَهُ عَطَش
... إلا لأنّ عيونه سَيْل واديها2
وغير ذلك من هذه الأبيات، لم يقل في نحو "رأيتها" و"نظرت إليها" إلا بإثبات الألف، وذلك لخفة الألف وثقل الواو، إلا أنا قد روينا عن قطرب بيتا حذفت فيه هذه الألف تشبيها بالواو والياء لما بينهما من الشبه، وهو قوله3:
أعلَقْتُ بالذئب حَبلا ثم قلتُ له
... الحَق بأهلكَ، واسلم أيها الذيبُ4
إما تقودُ به شاةً فتأكُلُها
... أو أن تَبيعَه في بعض الأراكيب5
يريد: تبيعها، فحذف الألف، وهذا شاذ. ونحو منه بيت أنشدناه أبو علي عن أبي الحسن، وهو6:
فلستُ بمدرِك ما فات مني
بـ "لَهْفَ" ولا بـ "ليت" ولا لَوَ انّي7
يريد: بلَهفِى.
وقرأ بعضهم: "يَا أَبَتَ" يوسف: 4 8 بفتح التاء، يريد: يا أبتاه9.