طَهُرَ وَنَظُفَ وَصَارَ خَيْراً كُلَّهُ فَهُوَ مَلَكُ.
الفصل الرابع "في تَرْتِيبِ صِفَاتِ المجْنُونِ".
إِذَا كَانَ الرَّجُلُ يَعْتَرِيهِ أَدْنَى جنُونٍ وَأَهْوَنُهُ فَهُوَ مُوَسْوَس. فإِذَا زَادَ مَا بِهِ قِيلَ: بهِ رَئِيّ منَ الجِنِّ. فإذا زَادَ على ذلكَ فَهُوَ مَمْرُورٌ. فإذا كَانَ بِهِ لَمَمٌ1 وَمَسَّ مِنَ الجِنِّ فَهُوَ مَلْمُومٌ ومَمْسُوسٌ. فإذَا اسْتَمَرَّ ذَلِكَ بِهِ فَهُوَ مَعْتُوهٌ وَمَأْلُوق وَمَألُوس. وفي الحديثِ: "نعُوذُ بالله مِنَ الألْقِ والأَلْسِ"2. فإذا تكامَلَ ما بِهِ منْ ذَلِكَ فَهُوَ مَجْنُونٌ.
الفصل الخامس "يُنَاسِبُهُ في صِفَاتِ الأحْمَقِ".
إِذَا كَانَ بِهِ أَدْنَى حُمْقٍ وَأَهْوَنُهُ فَهُوَ أَبْلَهُ. فإِذَا زَادَ مَا بِهِ مِنْ ذلكَ وانْضَافَ إِلَيْهِ عدَمُ الرِّفقِ في أَمُورِهِ فَهُوَ اَخْرَقُ. فإذا كَانَ بِهِ مَعَ ذَلِكَ تَسَرُّع وفي قَدِّهِ طُول فَهُوَ أَهْوَجُ. فإِذا لم يكنْ لهُ رَأْيٌ يُرْجَعُ إِليهِ فَهُوَ مَأْفُونٌ وَمَأفُوك. فإذا كَانَ كَأَنَّ عَقْلَهُ قَدْ أَخْلَقَ وَتَمَزَّقَ فاحْتَاجَ إلى أنْ يُرقَّعَ فَهُوَ رَقِيعٌ. فإِذَا زَادَ عَلَى ذَلكَ فَهُوَ مَرْقَعان وَمَرْقَعَانَة. فإذا زَادَ حُمْقُهُ فَهُوَ بُوهَة وعَبَاماءُ ويَهْفُوفٌ عَنِ الفَرّاءَ. فإذا اشْتَدَّ حُمْقُهُ فَهُوَ خَنْفع هَبَنْقَعٌ وهِلْباجَة وعَفَنْجَجٌ عَنْ أبي عَمْروٍ وأبي زيد. فإذا كَانَ مُشْبَعاً حُمقاً فَهُوَ عَفِيكٌ ولَفِيك عَنْ أبي عَمْروٍ وَحْدَهُ.
الفصل السادس "في مَعَايِبِ خَلْقِ الإنسانِ"
"سِوَى مَا مَرَّ مِنَها فِيمَا تَقَدَّمَهُ".
إِذَا كَانَ صَغِيرَ الرَّأْسِ فَهُوَ أصْعَلُ وَسَمْعَمَع3. فإِذا كَانَ فيهِ عِوَجٌ فَهُوَ أشْدَفُ عَنِ ابْنِ الأعْرابيّ. فإذا كَانَ عَرِيضَهُ فَهُوَ أفْطَحُ. فإِذا كَانَتْ بِهِ شَجَّةٌ4 فَهُوَ أشَجُّ. فإذا أدْبَرَتْ جَبْهَتُهُ وَأقْبَلَتْ هَامَتُهُ فَهُوَ أكْبَسُ. فإذا كَانَ نَاقِصَ الخَلْقِ فَلوَ أَكْشَمُ. فإذا كَانَ مُعْوَجَّ القَدِّ فَهُوَ أخْفَجُ. فإذا كَانَ مَائِلَ الشِّقِّ فَهُوَ أَحْدَلُ. فإذا كَانَ طَوِيلاً مُنْحَنِياً فَهُوَ أَسْقَفُ. فإذا كَانَ مُنْحَنِيَ الظَّهْرِ فَهُوَ أَدَنُّ. فإذَا خَرَجَ ظَهْرُهُ ودَخَلَ صَدْرُهُ فَهُوَ أَحْدَبُ. فإذا خَرَجَ صَدْرُ: ودخل ظهره