كلمات القرآن واختلافها، معزوا لناقله" (١).
وعرّفها الزركشي بأنها اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتابة الحروف أو كيفيّتها من تخفيف وتثقيل ونحوها (٢).
وقال شيخنا الدكتور/ محمد بن سيدي محمد الأمين الشنقيطي: "وتعريف ابن الجزري منصبٌّ على محلّ الاختلاف في القراءات لا اتّفاقها" (٣).
قلت: وما أحسنَ تعريف شيخ مشايخنا العلامة عبد الفتاح القاضي - رحمه الله - للقراءات حيث قال: "هو علمٌ يُعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية، وطُرق أدائها اتفاقًا واختلافًا، مع عزو كلّ وجهٍ لناقله" (٤).
وهو شبيهٌ بتعريف أبي الخير، لكنه زاد عليه بذكر الاتفاق.
وقال القرطبي - رحمه الله -:
"وهذه القراءات المشهورة هي اختيار أولئك الأئمة القرّاء؛ وذلك أنّ كلّ واحدٍ منهم اختار فيما روى وعلم وجهه من القراءات ما هو الأحسن عنده والأولى؛ فالتزمَه طريقة ورواه، وأقرأ به، واشتهر عنه وعُرف به، ونُسبَ إليه؛ فقيل: حرف نافع، وحرف ابن كثير، ولم يمنع واحدٌ منهم اختيار الآخر ولا أنكرَه، بل سوّغه وجوّزه، وكلُّ واحد من هؤلاء السبعة رُوي عنه اختياران أو أكثر، وكلٌّ صحيح" (٥).
(١) منجد المقرئين (ص ٣)، والإتحاف (١/ ٦٧).
(٢) البرهان في علوم القرآن للزركشي (١/ ٤٦٥).
(٣) من محاضراته -حفظه الله- في مناهج القُرّاء للدراسات العليا في كلية القرآن الكريم، في الجامعة الإسلامية، عام ١٤١٨ هـ.
(٤) البدور الزاهرة (ص ٥).
(٥) الجامع لأحكام القرآن (١/ ٣٥).