أعدلت بالقوم القرد.
وأما:
فالبثا شهرين أو بعض ثالث
فإن المعنى: فالبثا شهرين أو شهرين وبعض ثالث. كأنه قال: شهرين أو أكثر من شهرين. على جهة التخيير. كأنه قال: البثا أيّ الوقتين شئتما من شهرين أو أكثر.
ودل بقوله: " أو بعض ثالث " على أكثر من شهرين لأنه لا يمكنهما لبث بعض ثالث إلا بلبث شهرين قبله.
وقوله:
بكيت على بجير أو عفاق
معناه: بكيت على بجير في حال. وعلى " عفاق " في حال وهو كقولك: كل الخبز أو الأرز أو اللحم. على معنى إفراد واحد في حال. وقد تقدم ذكر نحو هذا.
واعلم أن في الكلام ما يقتضي- إذا دخل ألف الاستفهام في أوله- أن يؤتى بعدها " بأم " ولا يقتصر على الألف وحدها. وفيه ما لا يحتاج إلى ذلك.
فأما الذي يحتاج إلى " أم " مع الألف فباب أفعل الذي فيه التفصيل كقولك: " أزيد أفضل أم عمرو " و " أزيد أحسن أم عمرو ". و " البر خير أم الشعير " و " الأعراب شر أم الأكراد ".
ولا يجوز أن تقول: " أزيد أفضل " وتسكت و " الأعراب شر " وتقتصر عليه.
ومن ذلك أن تقول: ما أبال أضربت زيدا أم عمرا؟ ولا يجوز السكوت على الأول لا تقول: أضربت زيدا؟
لأنه لا يجيء إذا أدخلت ألف الاستفهام إلا على معنى: " أيهما ". ولو تدخل ألف الاستفهام جاز أن تقول:- ما أبالي زيدا
... " كما قال:
فلست أبالي بعد آل مطرف
… حتوف المنايا أكثرت أو أقلّت (1)
و" سواء " إذا أدخلت بعدها ألف الاستفهام لزمت " أم " بعدها. كقولك:
" سواء على أقمت أم قعدت "
والأصل في " سواء ": أن يكون بعده اسمان فصاعدا. كقولك: سواء عندي الزيدان.