أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (1).
قال أبو سعيد: ألف الاستفهام تقع من حروف العطف على " الواو " و " الفاء " و " ثم " وتتقدمهن.
فالفاء قول الله عز وجل: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ (2).
والواو: قوله عز وجل: أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ (3).
و" ثم " قوله عز وجل: أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ (4).
ولا يتقدم شيء من حروف الاستفهام وأسمائه سوى " الألف " على حرف العطف.
بل حروف العطف تدخل عليهن وتتقدمهن كقولك: " وهل زيد في الدار؟ فهل زيد في الدار؟ فهل أنتم منتهون " (5)؟ وقال الشاعر:
ليت شعري هل ثم هل أتينهم
… أو يحولن دون ذاك حمامي (6)
وأما " أم " وهي من حروف الاستفهام فأنها لا تدخل على حروف العطف ولا تدخل عليها حروف العطف. لأنها وإن كانت للاستفهام فهي للعطف. ولا تكون مبتدأة كما لا تكون حروف العطف مبتدأة ومن ذلك تدخل " أم " على " هل " وعلى الأسماء التي يستفهم بها كما تدخل حروف العطف عليها كقوله:
أم هل كبير بكى لم تقض عبرته (7)
وقوله:
أم كيف ينفع ما تعطي العلوق به (8)