وقالوا في " كوز " (أكواز)، وفي كثيره " كيزان " وعود و (أعواد) و (عيدان) ففرقوا بين الكثير من الياء والكثير من الواو وإن استويا في القليل كما فرقوا بين كثير من " فعل " من الواو و " فعل " من الياء فقالوا في الواو: (فعال) كقولهم: (حياض) و (سياط) وفي الياء (شيوخ) و (بيوت) وإن استويا في القليل حين قالوا (أحواض) و (أبيات)، وحملوه على (فعل) فقالوا: (عيدان) و (كيزان) كما قالوا (تاج) و (تيجان) و (جار) و (جيران).
قال: وقد جاء مثل ذلك في غير المعتل قالوا (حشّ) و (حشّان) كما قالوا في " فعل " من بنات الواو (ثور) و (ثيران) و (قوز) و (قيزان)، كما جاء في الصحيح (عبد) و (عبدان)، و (رأل) و (رئلان). (والحش: البستان).
قال: وإذا كسرت " فعلة " من بناء الياء والواو على بناء أدنى العدد كسرتها على البناء الذي كسرت عليه غير المعتل وذلك قولك (عيبة) و (عياب) و (ضيعة) و (ضياع) كما تقول (جفنة) و (جفان) و (صحفة) و (صحاف) وإذا أردت القليل من ذلك ألحقت التاء ولم تحرك العين.
يعني تقول فيه (عيبات) و (جوزات) و (روضات) و (بيضات). وهذا مذهب أكثر العرب. كرهوا أن يحركوا فيقولوا " جوزات ". و " بيضات " كما قالوا " تمرات "، و " زفرات "، لأن الواو والياء، إذا تحركتا وانفتح ما قبلها قلبتا ألفين.
ومن العرب من يفتح فيقول (جوزات) و (بيضات) ولا يقلب؛ لأن الفتحة عارضة وهي لغة لهذيل وقد أنشد الفراء فيه:
أبر بيضات رائح متاوّت
… رفيق بمسح المنكبين سبوح (1)
قال: وقد قالوا: " فعلة " في بنات الواو وكسّروها على " فعل " كما كسّروا " فعلا " على بناء غيره وذلك قولهم (ثوبة) و (ثوب)، و (جوبة) و (جوب) و (رولة) و (رول) ومثلها (قرية) و (قرى) و (نزوة) و (نزى).
يريد أن (ثوبة) و (ثوب)، في جمع (ثوبة) محمول على جمع " فعل " كقولهم " سوقة " و " سوق " و " دولة " و " دول " كما كان " فعلان " في (فعل) محمولا على غيره كأنهم حملوه على جمع (فعال) أو (فعل) أو (فعلة). و (فعل) ليس بقياس يطرد، ولم يذكر (نزوة)