غفلت ثمّ أتت ترمقه
… فإذا هي بعظام ودما (1)
فبناه على مثل (رحى) وخبرنا أن قولنا:
فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا
… ولكن على أعقابنا يقطر الدّما (2)
أنه في موضع رفع وأنه على بناء رجى.
أما ما احتج به لأبي العباس فلا حجة له فيه؛ لأن الشاعر إذا اضطر إلى رد الذاهب ترك ما كان متحركا على حركته، ولم يبنه بناء الأصل وقد قال الشاعر:
يديان بالمعروف عند محرق
… قد تمنعانك أن تضام وتضهدا (3)
فحرك الدال وهي ساكنة في الأصل.
وقال آخر:
هما نفثا في فيّ من فمويهما (4)
فحرك وأصله (فعل). وأما ما أنشدته عن أبي بكر ابن دريد فضرورات يطول شرحها وإنما جعله سيبويه " فعلا " لأن الأصل السكون وليس لنا أن نزيد حركة إلا بثبت.
ولو قال قائل: إن (يدا) " فعل " وإن " أيدي " (أفعل) كما قالوا (زمن) و (أزمن) لم يكن ذلك بالبعيد عندي إذا صح ما روي مما أنشده بعض أهل اللغة.
يا رب سار سار ما توسدا
… إلا ذراع العيس أو كف اليدا (5)
وقد بناه على فعل، وقد يجوز أن يجمع (أيد) فنقول (أيادي). وروى عن أبي