وقال بعضهم: إتّباع للجائع، ونوعا اتباع لجوعا.
وقال بعضهم: النائع العطشان، قال الشاعر:
لعمر بنى شهاب ما أقاموا
… صدور الخيل والأسل النياعا (1)
" وقالوا: جوعان، فأدخلوها هاهنا على فاعل، لأن معناها معنى غرثان "
قال الشاعر:
لو أنني جاءني جوعان مهتلك
… من جوع الناس عنه الخير محجوز (2)
فجاء بجوعان، وبجوع، وهو جمع جائع.
" وقالوا من العطش أيضا: هام يهيم هيما وهو هائم، وقالوا: هيمانّ لأن معناه:
عطشان. ومثل هذا قولهم: ساغب وسغاب، وجائع وجياع، وهائم وهيام، لما كان المعنى معنى فراث وعطاش، بني على فعال، كما أدخل قوم عليه فعلان، إذ كان المعنى معنى فراث. وقالوا: سكر يسكر سكرا.
وقال أبو الحسن: فيها ثلاث لغات، وقدموا ذلك.
" وقالوا: سكران، لما كان من الامتلاء جعلوه بمنزلة شبعان، ومثل ذلك ملآن.
وزعم أبو الخطاب أنهم يقولون: ملئت من الطعام، كما قالوا: شبعت وسكرت.
وقالوا: قدح نصفان وجمجمه نصفى " وهي أيضا قدح.
" وقدح: قربان، وجمجمة قربى " إذا قارب الامتلاء " جعلوا ذلك بمنزلة الملآن، لأن ذلك معناه معنى الامتلاء، لأن النّصف قد امتلأ والقربان ممتلئ أيضا إلى حيث بلغ، ولم نسمعهم قالوا قرب ولا نصف، اكتفوا بقارب ونصف، ولكنهم جاءوا به، كأنهم يقولون: قرب ونصف، كما قالوا: مذاكير، ولم يقولوا: مذكير ولا مذكار، وكما قالوا: أعزل وعزل، ولم يقولوا: أعازل "
قال أبو سعيد: اعلم أن أعزل، وإن كان على لفظ أحمر، فلم يذهب به مذهب أحمر، لأنه لا مؤنث له، ذهبوا به مذهب الأسماء كأفكل وأيدع، ولم يجمعوه كجمع الأسماء في