" يكون مزاجها عسلا وماء "
فيحمل: وماء على المعنى، وذلك أن ما مازج الشيء فقد مازجه الشيء، فكأنّه قال: ومازجها ماء.
والبيت الثالث مثل البيت الأول. ورأس: اسم خمّار.
والبيت الرابع كذلك أيضا، غير أن بعضهم ينشد " أسكران كان ابن المراغة ". وقد كان حكمه أن يقول: " أم متساكرا "؛ لأن متساكرا عطف على سكران، ولكنّه لم يعطفه عليه لفظا، وعطفه على تقدير جملة معطوفة على جملة، كأنه قال: أم هو متساكر، كما قال:
يهدي الخميس نجادا في مطالعها
… إمّا المصاع وإمّا ضربة رغب (1)
كأنه قال: وإما أمرنا ضربة رغب.
قال سيبويه: " وإذا كانا معرفة فأنت بالخيار أيّهما جعلته فاعلا رفعته ونصبت الآخر، كما فعلت ذلك في ضرب، وذلك قولك: كان أخوك زيدا، وكان زيد صاحبك، وكان هذا زيدا، وكان المتكلّم أخاك ".
قال أبو سعيد: إن قال قائل: إذا كان الاسم والخبر جميعا معروفين، فما الفائدة؟
قيل له: الاسم المعروف قد يعرف بأنحاء منفردة، وقد يعرف بها مركّبة، فزيد معروف بهذا الاسم منفردا، وأخوك معروف بهذا الاسم منفردا، غير أن الذي عرفهما بهذين الاسمين منفردين، قد يجوز أن يجهل أنّ أحدهما هو الآخر، ألا ترى أنك لو سمعت بزيد وشهر أمره عندك، من غير أن تراه، لكنت عارفا به ذكرا أو شهرة، ولو رأيت شخصه لكنت عارفا به عيانا، غير أنك لا تركّب هذا الاسم الذي سمعته على الشخص الذي رأيته إلا بمعرفة أخرى، بأن يقال لك: هذا زيد ونحوه من المعارف.
وقول سيبويه في هذا الفصل: " كما فعلت ذلك في ضرب "، يريد: كما رفعت الفاعل وهو منكور ونصبت المفعول وهو منكور في ضرب. وقد بيّنا أن الفعل لا يختص رفع المعروف دون المنكور.
قال سيبويه: " وتقول: من كان أخاك، ومن كان أخوك، كما تقول: من ضرب