ويتخذ موقفه من هذه المناقشات صوراً ثلاث:
١ - موقف الحيادة منها فيعرضها دون أن يبدي فيها رأياً كما فعل في المناقشة التي أجراها بين ثعلب والأصمعي في مسألة "طغيا" (١).
٢ - موقف التوفيق بين الآراء كما فعل حين وفق بين رأيي سيبويه وثعلب في مسألة "فِعْلى" ومجيئها صفة أو مصدراً أو اسماً" (٢).
٣ - موقف المؤيد أو المعارض كما فعل حين علل جواب أبي الحسن الأخفش في مسألة أشياء وحين رد على المبرد والكسائي والفراء والبغداديين. ومن آرائه ومسائلة:
١ - فإِن كان قبل هذه الهاء (أي الهاء في ضربته ومررت به) ساكن، لم يخل من أن يكون حرف لين أو حرفاً غيره فإِن كان حرف لين فالاختيار أن الياء والواو اللاحقتين الهاء في الوصل، فتقول رأيت اباه قبل، وهذا أبوه فاعلم، و (القى موسى عصاه) و (خذوه فغلوه) و (عليه ما حمل).
وإن كان الحرف غير حرف لين كان الإثبات معه أحسن منه مع حرف اللين وذلك نحو اضربهو يا زيد وعنهو أخذت وأن شئت أضربه يا زيد وعنه أخذت (٣).
٢ - وأما ما الهمزة فيه أصل نحو "قراء" فتثنيته "قراءان" بإِثبات الهمزة ولا يحسن فيه غير ذلك، ويجوز عندي في قياس قول من قال في النسب قراوى أن يثني بالواو (٤).
(١) التكملة ٣٢٣ وانظر مثيلاً لهذا النوع في صفحة ٢٨٩ وصفحة ٥٩٢ وكلتاهما بين آراء سيبويه وأبي الحسن.
(٢) التكملة ٣٣٠ - ٣٣١.
(٣) التكملة ٢٢٢.
(٤) التكملة ٢٥٨