بذي قرباه؛ إذ أوصى الصاحب بن عباد خيرًا بابن أخته أبي الحسين (١).
وقد كان ذا موضوعية في تقرير الحقائق العلمية واللغوية والنحوية، وسوف نرى ذلك بينا في أثناء الحديث عن آرائه عند دراسة الكتاب.
وعقيدته تجمع بين التشيع والاعتزال، ودليل تشيعه العلاقة الوثيقة التي ربطته بالصاحب بن عباد، وهو معروف بشيعيته، وكذلك تقريب عضد الدولة البويهي له، وطابع الدولة البويهية العام هو التشيع.
أما عن اعتزاله فكثيرًا ما تنعكس مصطلحات المعتزلة في كتبه كالحسن والقبح، والقديم وغيرها. والمعتزلة يقولون كما ذكر الشهرستاني (٢) بأن الحسن والقبح تجب معرفتهما بالعقل، وهم يدعون إلى النظر والتفكير والاستدلال على الحسن والقبح بأعمال العقل. وهذا ما يقرره أبو علي في كثير من أقواله في الكتاب (٣).
أساتذته وتلاميذه وآثاره
عند الحديث عن أساتذة أبي علي لا بد من الإِشارة إلى أنه تلقى علومه عن طريقين:
الأول: عن قدماء النحويين واللغويين الذين أخذ عنهم بشكل غير مباشر حيث درس كتبهم أو كتب تلامذتهم الذين أخذوا عنهم، وسنعرض لذكر هؤلاء عند الحديث عن مصادر كتابه.
الثاني: عن العلماء والشيوخ الذين أخذ عنهم مباشرة وهؤلاء:
(١) معجم الأدباء ٧/ ٣٤٩ وما بعدها.
(٢) الملل والنحل، ص ٦٣.
(٣) انظر ورود الحسن بالاستدلال العقلي في التكملة في الصفحات ٢٢٧، ٢٩٣ - ٢٩٤، ٢٩٨، وورود القبح في الصفحة ٢٩٨، وورود القديم في الصفحة ٢٦٠.