ومما نقله من تأويلات غيره قوله: "وعلى النسب تأويل الخليل قوله (السماء منفطر به) وكأنه قال: ذات انفطار، ولم يرد أن يجريه على الفعل" (١).
لكنه قد يعتمد على أقيسته وتأويلاته الخاصة قال: "وقالوا في اسم موضع سَعْيا، وفيه عندي تأويلان: أحدهما أن يكون سمي بوصف أن يكون هذا في باب فعلى كالقصوى في بابه في الشذوذ، وهذا كانه أشبه لأن الأعلام تغير كثيرًا عن نظائرها. وأما الاسم الذي هو مصدر من هذا الباب فنحو الدعوى والنجوى والعدوى والرعوى وهو عندي من ارعويت، وليست منقلبة" (٢).
وتكون أحيانًا أسبابه في الحمل على المعنى بعيدة عن الإقناع وذلك كما فعل في بيت أمية:
وكأنّ برقع والملائك حولها … سَدِر تواكله القوائم أجرد
وقال أبو علي في هذا البيت: "قال سدر بحر، وبرقع اسم من أسماء السماء وأجرد صفة للبحر المشبه به المساء، وكأنه وصف البحر بالجرد لأنه قد لا يكون كذلك إذا تموج، فلا يمتنع وصف السماء بالجرد" (٣).
وتستهويه فكرة التأويل والحمل على المعنى فيستطرد فيها انظر قوله: "فأما قول الأعشى:
أرى رجلًا منهم أسيفًا كأنما … يضم إلى كشحيه كفا مخضبا
فإنه يجوز أن يكون مخضبًا كقوله:
(١) التكملة ٣٥٧.
(٢) التكملة ٣٢٧.
(٣) التكملة ٣٣٨.